إعلان
تعظيم الخالق
أهداف
تفرعات
نصوص
176
2508
0
لذة العبادة
أهداف
تفرعات
نصوص
26
2576
0
محبة النبي
أهداف
تفرعات
نصوص
35
1925
0
القرآن منهج حياة
أهداف
تفرعات
نصوص
139
3679
0
استثمار التاريخ
أهداف
تفرعات
نصوص
93
1695
1
تزكية النفوس
أهداف
تفرعات
نصوص
5
455
0
أعمال القلوب
أهداف
تفرعات
نصوص
68
393
0
الذوق الإسلامي
أهداف
تفرعات
نصوص
15
1356
0
الأوراد والأذكار
أهداف
تفرعات
نصوص
10
207
0
مكارم الأخلاق
أهداف
تفرعات
نصوص
63
3987
4295
مفاتيح العلوم
أهداف
تفرعات
نصوص
17
1192
0
التربية والتعليم
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الذكاء والموهبة
أهداف
تفرعات
نصوص
99
827
0
دورات تدريبية
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
صحة الإنسان
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الوظائف والمهن
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
عرض الشواهد النصية
| الأول | السابق | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | التالي | الأخير |
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب}[size=10pt][هود:88][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ أن أخالفكم } : أي لا أريد أن أنهاكم عن الشيء لتتركوه ثم أفعله بعدكم .

{ أن أريد إلا الإصلاح } : أي ما أريد إلا الإصلاح لكم .

{ وما توفيقي إلا بالله } : أي وما توفيقي للعمل الإِصلاحي والقيامة به إلا بفضل الله عليّ . { وإليه أنيب } : أي ارجع في أمري كله .

شرح الآيات :

إذ قال { يا قوم أرأيتم } أي أخبروني { إن كنت عل بيّنة من ربي } أي على برهان وعلم يقيني بألوهيته ومحابه ومساخطه ووعده لأوليائه ووعيده لأعدائه ، ورزقي منه رزقاً حسنا أي حلالا طيبا أخبروني فهل يليق بي أن أتنكر لهذا الحق والخير وأُجَارِيكُمْ على باطلكم . اللهم لا ، وشيء آخر وهو أني ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه فإِني لا آمركم بتوفيه الكيل والوزن وأنقصها ولا بترك عبادة الأوثان وأعبدها ، ولا أنهاكم عن كسر الدراهم وأكسرها فأكون كمن يأمر بالشيء ولا يفعله ، وينهى عن الشيء ويفعله فيستحق اللوم والعتاب ونزع الثقة منه ، وعدم اعتباره فلا يؤخذ بقوله ولا يعمل برأيه . وأمر آخر هو أني ما أريد بما أمرتكم به ولا بما نهيتكم عنه إلا الإِصلاح لكم ما استطعت ذلك وقدرت عليه . وما توفيقي في ذلك إلا بالله ربّي وربكم عليه توكلت في أمري كله وإليه وحده أنيب أي أقبل بالطاعة وأرجع بالتوبة .

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُون }[size=10pt][التوبة:65][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ نخوض ونلعب } : أي نخوض في الحديث على عادتنا ونلعب لا نريد سباً ولا طعناً .

{ تستهزئون } : أي تسخرون وتحتقرون .

شرح الآيات :

وقوله تعالى { ولئن سألتهم } أي عما قالوا من الباطل . لقالوا { إنما كنا نخوض ونلعب } لا غير . قل لهم يا رسولنا { أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } وذلك أن نفراً من المنافقين في غزوة تبوك قالوا في مجلس لهم : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب وجاءوا ولا أكذب ألسناً ، ولا أجبن عند اللقاء! . فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت هذه الآية : وجاءوا يعتذرون لرسوله الله فأنزل الله { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } أي الذي كنتم تدعونه ، لأن الاستهزاء بالله والرسول والكتاب كفر مخرج من الملة.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون } [size=10pt][الحُجُرات:11][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ لا يسخر قوم من قوم } : أي لا يزدر قوم منكم قوما آخرين ويحتقرونهم .

{ عسى أن يكونوا خيرا منهم } : أي عند الله تعالى والعبرة بما عند الله لا ما عند الناس .

{ ولا تلمزوا أنفسكم } : أي لا تعيبوا بعضكم بعضا فإنكم كفرد واحد .

{ ولا تنابزوا بالألقاب } : أي لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه نحو يا فاسق يا جاهل .

{ بئس الاسم الفسوق بعد : أي قبح اسم الفسوق يكون للمرء بعد إيمانه وإسلامه . الإيمان }.

{ ومن لم يتب فأولئك هم : أي من لمز ونبز المؤمنين فأولئك البُعداء هم الظالمون . الظالمون }

شرح الايات :

وقوله في الآية ( 11 ) يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن } إذ من عوامل النزاع والتقاتل وأسبابهما سخرية المؤمن بأخيه واحتقاره لضعف حاله ورثاثة ثيابه وقلة ذات يده فحرم تعالى بهذه الآية على المسلم أن يحتقر أخاه المسلم ويزدريه منبهاً إلى أن من احتقر وازدرى به وسخر منه قد يكون غالبا غير خيرا عند الله من المحتقر له والعبرة بما عند الله لا بما عند الناس والرجال في هذا والنساء سواء فلا يحل لمؤمنة أن تزدري وتحتقر أختها المؤمنة عسى أن تكون عند الله خيرا منها والعبرة بالمنزلة عند الله لا عند الناس وكما حرم السخرية بالمؤمنين والمؤمنات لإِفضائها إلى العداوة والشحناء ثم التقاتل حرم كذلك اللمز والتنابز بالألقاب فقال تعالى { ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } ومعنى لا تلمزوا أنفسكم أي لا يعب بعضكم بعضا بأي عيب من العيوب فإِنكم كشخص واحد فمن عاب أخاه المسلم وأنما عاب نفسه كما أن المعاب قد يرد العيب بعيب من عابه وهذا معنى ولا تلمزوا أنفسكم وقوله ولا تنابزوا بالألقاب أي يلقب المسلم أخاه بلقب يكرهه فإِن ذلك يفضي إلى العداوة والمقاتلة وقوله { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } أي قبح أشدَّ القبح أن يلقب المسلم بلقب الفسق بعد أن أصبح مؤمنا عدلا كاملا في أخلاقه وآدابه فلا يحل لمؤمن أن يقول لأخيه يا فاسق أو يا كافر أو يا عاهر أو يا فاسد ، إذ بئس الاسم اسم الفسوق كما أن الملقب للمسلم بألقاب السوء يعد فاسقا وبئس الاسم له أن يكون فاسقاً بعد إيمانه بالله ولقائه والرسول وما جاء به ، وقوله تعالى { ومن لم يتب } أي من احتقار المسلمين وازدرائهم وتلقيبهم بألقاب يكرهونها { فأولئك هم الظالمون } المتعرضون لغضب الله وعقابه .

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُون }[size=10pt][التوبة:65][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ نخوض ونلعب } : أي نخوض في الحديث على عادتنا ونلعب لا نريد سباً ولا طعناً .

{ تستهزئون } : أي تسخرون وتحتقرون .

شرح الآيات :

وقوله تعالى { ولئن سألتهم } أي عما قالوا من الباطل . لقالوا { إنما كنا نخوض ونلعب } لا غير . قل لهم يا رسولنا { أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } وذلك أن نفراً من المنافقين في غزوة تبوك قالوا في مجلس لهم : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب وجاءوا ولا أكذب ألسناً ، ولا أجبن عند اللقاء! . فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت هذه الآية : وجاءوا يعتذرون لرسوله الله فأنزل الله { لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } أي الذي كنتم تدعونه ، لأن الاستهزاء بالله والرسول والكتاب كفر مخرج من الملة

{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُور } [size=10pt][فاطر:28][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ إنما يخشى الله من عباده : أي العالمين بجلاله وكماله ، إذ الخشية متوقفة على معرفة العلماء } : المخشيّ .

شرح الآيات :

قال تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء } وأهل مكة جهال لا يفكرون ولا يهتدون فلا غرابة إذا لم يشخوا الله تعالى ولم يوحدوه وذلك لجهلهم وعدم تفكيرهم .

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [size=10pt][المجادلة:11][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ يرفع الله الذين آمنوا منكم } : أي بالنصر وحسن الذكر في الدنيا وفي غرفات الجنات في الآخرة .

{ والذين اوتوا العلم درجات } : أي ويرفع الذين اوتوا العلم درجات عالية لجمعهم بين العلم .

 شرح الآيات :

فيرفع الله الذي آمنوا منكم درجات بالنصر والذكر الحسن في الدنيا وفي غرف الجنة في الآخرة والذين أوتوا العلم درجات أي ويرفع الذين أوتوا العلم منكم أيها المؤمنون درجاتٍ عالية لجمعهم بين الإِيمان والعلم والعمل .

{ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا } [size=10pt][الإسراء:107][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ أوتوا العلم من قبله } : أي مؤمنوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى كعبدالله بن سلام ، وسلمان الفارسي .

{ للأذقان سجداً } : أي سجداً على وجوهم ، ومن سجد على وجهه فقد خر على ذقنه ساجداً .

شرح الآيات :

وقوله تعالى : { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا } أي قل يا رسولنا للمنكرين للوحي القرآني من قومك ، آمنوا أو لا تؤمنوا فإن إيمانكم بهد كعدمه لا يغير من واقعه شيئاً فسوف يؤمن به ويسعد عليه غيركم إن لم تؤمنوا أنتم به وهاهم أولاء الذين أوتوا العلم من قبله من علماء أهل الكتابين اليهود والنصارى قد آمنوا به ، يريد أمثال عبدالله بن سلام وسلمان الفارسي والنجاشي أصحم الحبشي وإنهم { إذا يتلى عليهم } أي يقرأ عليهم { يخرون للأذقان سجداً } أي يخرون ساجدين على أذقانهم ووجوهم ويقولون حال سجودهم.

{ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيم } [size=10pt][النمل:40][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ وقال الذي عنده علم من الكتاب } : أي سليمان عليه السلام .

شرح الآيات :

{ قال الذي عنده علم من الكتاب } وهو سليمان عليه السلام { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك إليك طرفك } فافتح عينيك وانظر فلا يعود غليك طرفك إلا والعرش بين يديك ، وسال ربه باسمه الأعظم الذيما دعي به إلا أجاب وإذا العرش بين يديك ، وسأل ربه باسمه الأعظم الذي ما دعي به إلا أجاب وإذا العرش بين يديه { فلما رآه مستقراص } بين يديه لهج قائلاً { هذا من فضل ربي } أي علي فلم يكن لي به يد أبداً { ليبلوني } بذلك { أأشكر } نعمته علي { أم أكفرها } { ومن شكر } فلنفسه أي عائد الشكر يعود عليه بحفظ النعمة ونمائها ومن كفر اي النعمة { فإن ربي غني } أي عن شكره وليس مفتقراً إليه ، كريم قد يكرم الكافر للنعمة فلا يسلبها كلها منه أو يبقيها له على كفره .

{ فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِين }[size=10pt][النمل:42][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ أهكذا عرشك } : شبهوا عليها إذ لو قالوا هذا عرشها لقالت نعم .

{ قالت كأنه هو } : فشبَّهت عليه فقالت كأنه هو .

شرح الآيات :

فلما جاءت { قيل لها أهكذا عرشك } فشبهوا عليها في التغيير وفي التعبير ، إذ المفروض أن يقال لها هذا عرشك ومن هنا فطنت لتشبيههم { فقالت : كأنه هو } إذ لو قالت : هو لقالوا كيف يكون هو والمسافة مسيرة شهرين ولو قالت ليس هو لقيل لها كيف تجهلين سريرك فكانت ذات ذكاء ودهاء ومن هنا قال سليمان لما أعجب بذكائها { وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين } فحمد الله وأثنى عليه ضمن العبارة التي قالها .

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم } [size=10pt][العلق:1] [العلق:2] [/size][size=10pt][العلق: 3 ][/size][size=13px] [/size][size=13px][العلق:4][/size][size=10pt] [العلق:5][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :
{ اقرأ } : أي أوجد القراءة وهي جمع الكلمات ذات الحروف باللسان .
{ باسم ربك } : أي بذكر اسم ربك .
{ الذي خلق } : أي خلق آدم من سلالة من طين .
{ خلق الإِنسان } : أي الإِنسان الذي هو ذرية آدم .
{ من علق } : أي جمع علقة وهي النطفة في الطور الثاني حيث تصير علقة أي قطعة من الدم الغليظ .
{ وربك الأكرم } : أي الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه .
{ الذي علم بالقلم } : أي علم العباد الكتابة والخط بالقلم .
{ علم الإِنسان } : أي جنس الإِنسان .
{ ما لم يعلم } : أي ما لم يكن يعلمه من سائر العلوم والمعارف .
شرح الآيات :
قوله تعالى { أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإِنسان من علق * أقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإِنسان ما لم يعلم } هذه الآيات الخمس من أول ما نزل من القرآن الكريم لأحاديث الصحاح فيها فإِن اشتهر في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي حراء يتحنث فيه أي يزيل الحنث فرارا مما عليه قومه من الشرك والباطل حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء فقال يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله ثم قال اقرأ قلت ما ، ا بقارئ قال فأخذني فغطني ثلاث مرات حتى بلغ مني الجهد ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق فقرأت الحديث . وقوله تعالى { اقرأ باسم ربك } يأمر الله تعالى رسوله أن يقرأ بادئا قراءته بذكر اسم ربّه أي باسم الله الرحمن الرحيم وقوله { الذي خلق } أي خلق الخلق كله وخلق آدم من طين وخلق الإِنسان من أولاد آدم من علق والعلق اسم جمع واحدة علقة وهي قطعة من الدم غليظة كانت في الأربعين يوما إلى مضغة لحم ، ثم إما أن يؤذن بتخلقها فتخلق وإما لا فيطرحها الرحم قطعة لحم وقوله { أقرأ وربك } تأكيد للأمر الأول لصعوبة الأمر واندهاش الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاجأة { اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم } أي وربك الأكرم هو الذي علم بالقلم عباده الكتابة والخط . وقوله { علم الإِنسان ما لم يعلم } أي من كرمه الذي أفاض منه على عباده نعمه التي لا تحصى إنه علم الإِنسان بواسطة القلم ما لم يكن يعلم من العلوم والمعارف وهذه إشادة بالقلم وأنه واسطة العلوم والمعارف والواسطة تشرف بشرف الغاية المتوسط لها فلذا كان لا أشرف في الدنيا من عباد الله الصالحين والعلوم الإِلهية في الكتابة والسنة وما دعوا إليه وحضا عليه من العلوم النافعة للإِنسان .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير } [size=10pt][المجادلة:11][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

تفسحوا في المجالس : أي توسعوا في المجالس التي هي مجالس علم وذكر .

{ فافسحوا يفسح الله لكم } : أي في الجنة وفي الرزق والقبر .

{ انشزوا فانشزوا } : أي قوموا للصلاة أو لغيرها من أعمال البر .

{ يرفع الله الذين آمنوا منكم } : أي بالنصر وحسن الذكر في الدنيا وفي غرفات الجنات في الآخرة .

{ والذين أوتوا العلم درجات } : أي ويرفع الذين أوتوا العلم درجات عالية لجمعهم بين العلم والعمل .

شرح الآيات :

ما زال السياق الكريم في تربية المؤمنين وتهذيبهم ليكملوا ويسعدوا فقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا } أي صدقوا الله ورسوله { إذ قيل لكم تفسحوا في المجالس } أي إذا قال لكم الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره توسعوا في المجلس ليجد غيركم مكاناً بينكم فتوسعوا ولا تضنوا بالقرب من الرسول أو من العالم الذي يعلمكم أو المذكر الذي يذكركم وإن أنتم تفسحتم أي فإن الله تعالى يكافئكم فيوسع عليكم في الدنيا بسعة الرزق وفي البرزخ في القبر وفي الآخرة في غرفات الجنان . وقوله تعالى : { وإذا قيل انشزوا } أي قوموا من المجلس لعلة أو للصلاة أو للقتال أو لفعل بر وخير فانشزوا أي خفوا وقوموا يئبكم الله فيرفع الله الذي آمنوا منكم درجات بالنصر والذكر الحسن في الدنيا وفي غرف الجنة في الآخرة والذين أوتوا العلم درجات أي ويرفع الذين أوتوا العلم منكم أيها المؤمنون درجاتٍ عالية لجمعهم بين الإِيمان والعلم والعمل .

{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون } [size=10pt][البقرة:164][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ اختلاف الليل والنهار } : بوجود أحدهما وغياب الثاني لمنافع العباد بحيث لا يكون النهار دائماً ولا الليل دائماً .

{ وبث فيها من كل دابة } : وفرق في الأرض ونشر فيها من سائر أنواع الدواب .

{ تصريف الرياح } : باختلاف مهابها مرة صبا ومرة دبور ومرة شمالية ومرة غربية أو مرة ملقحة .

شرح الآيات :

لما أوجب الله على العلماء بيان العلم والهدى وحرم كتمانهما أخبر أنه الإِله الواحد الرحمن الرحيم وأن هذا أول ما على العلماء أن يبينوه للناس وهو توحيده تعالى في ربوبيته وعبادته وأسمائه وصفاته ، ولما سمع بعض المشركين تقرير هذه الحقيقة : وإلهكم إله واحد قالوا : هل من دليل -يريدون على أنه لا إله إلا الله- فأنزل الله تعالى هذه الآية : { إن في خلق السموات والأرض } إلى قوله { يعقلون } مشتملة على ستّ آيات كونية كل آية برهان ساطع ودليل قاطع على وجود الله وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته وهي كلها موجرة لعبادته وحده دون من سواه . الأولى : خلق السموات والأرض وهو خلق عظيم لا يتأتى للقادر الذي لا يعجزه شيء . الثانية : اختلاف الليل والنهار بتعاقبهما وطول هذا وقصر ذاك . الثالثة : جريان الفلك -السفن- في البحر على ضخامتها وكبرها وهي تحمل مئات الأطنان من الأرزاق وما ينتفع به الناس في حياتهم . الرابعة : إنزاله تعالى المضر من السماء لحياة الأرض بالنباتات والزروع بعد جدبها وموتها . الخامسة : تصريف الرياح حارة وباردة ملقحة وغير ملقحة ، شرقية وغربية وشمالية وجنوبية بحسب حاجة الناس وما تطلبه حياتهم . السادسة : السحاب المسخر بين السماء والأرض تكوينه وسوقه من بلد إلى آخر ليمطر هنا ولا يمطر هناك حسب إرادة العزيز الحكيم . ففي هذه الآيات الست أكبر برهان وأقوى ليل على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وحكمته ورحمته وهو لذلك رب العالمين وإله الأولين والآخرين ولا رب غيره ولا إله سواه . إلا أن الذيب يجد هذه الأدلة ويراها ماثلة في الآيات المذكورة هو العاقل أما من لا عقل له لأنه عطل عقله فلم يستعمله في التفكير والفهم والإِدراك ، واستعمل بدل العقل الهوى فإنه أعمى لا يبصر شيئاً وأصم لا يسمع شيئاً ، وأحمق لا يعقل شيئاً ، والعياذ بالله تعالى .

{شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم } [size=10pt][آل عمران:18][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ شهد } : أخبر عن علم بحضوره الأمر المشهود به .

{ لا إله إلا هو } : لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله تبارك وتعالى .

{ أولو العلم } : أصحاب العلم الصحيح المطابق للواقع وهم الأنبياء والعلماء .

{ القسط } : العدل في الحكم والقول والعمل .

{ العزيز الحكيم } : الغالب ذو العزة التي لا تغلب ، الحكيم في خلقه وفعله وسائر تصرفاته .

شرح الآيات :

يخبر الجبار عز وجل أنه شهد أنه لا إله إلا هو وأن الملائكة وأولى العلم يشهدون كذلك شهادة علم وحق قامت على مبدأ الحضور الذاتي والفعلي وأنه تعالى قائم في الملكوت كله ، علوية وسفلية ، بالعدل ، فلا رب غيره ولا إله سواه ، العزيز في ملكه وخلقه الحكيم في تدبيره وتصريفه فلا يضع شيئاً في غير موضعه اللائق به . فرد بهذه الشهادة على باطل نصارى نجران ، ومكر اليهود ، وشرك العرب ، وأبطل كلّ باطلهم سبحانه وتعالى ، ثم أخبر أيضاً أن الدين الحق الذي لا يقبل تعالى ديناً سواه ، هو الإسلام ، القائم على مبدأ الانقياد الكامل لله تعالى بالطاعة ، والخلوص التامّ من سائر أنواع الشرك .

{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُون * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُون * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِين * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِين * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِين } [size=10pt][الزُّمَر:54] [الزُّمَر:55] [الزُّمَر:56] [الزُّمَر:57] [الزُّمَر:58][/size]
عرض التفاصيل
معاني الآيات :

{ وأنيبوا إلى ربكم } : أي ارجعوا إليه بالإِيمان والطاعة .

{ وأسلموا له } : أي أخلصوا له أعمالكم .

{ واتبعوا أحسن من أنزل إليكم من : أي القرآن الكريم فأحلوا حلاله وحرموا حرامه .

ربكم } { أن تقول نفس يا حسرتى } : أي نفس الكافر والمجرم يا حسرتي أي ندامتي .

{ على ما فرطت في جنب الله } : أي في جانب حق الله فلم أطعه كما أطاعه غيري .

{ وإن كنت لمن الساخرين } : أي المستهزئين بدين الله تعالى وعباده المؤمنين .

{ لو أن لي كرة فأكون من : أي لو أن لي رجعة إلى الدنيا فأكون إذاً من المحسنين } المؤمنين الذين أحسنوا القصد والعمل .

شرح الآيات :

وقوله تعالى : { وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم ثم لا تنصرون } أي أيها المذنبون المسرفون أنيبوا غلى ربكم أي ارجعوا إلى طاعته بفعل المأمور وترك المنهي وأسلموا له أي أخلصوا أعمالكم ظاهراً وباطناً مبادرين بذلك حلول العذاب قبل أن يحل بكم ثم لا تنصرون أي لا تقدرون على منعه منكم ولا دفعه عنكم . { واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم } في هذا القرآن العظيم فامتثلوا الأمر واجتنبوا النهي وخذوا بالعزائم واتركوا الرخص مبادرين بذلك أيضا حلول العذاب قبل أن يحل بكم بغتة أي فجأة وأنتم لا تشعرون به ، بادروا بالتوبة والإِنابة والإِسلام الصادق ظرفاً تقول فيه النفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله أي يا حسرتي يا ندامتى الحاملة لي الغم والحزن احضري هذا وقت حضورك على تفريطي في جانب حق الله تعالى حيث ما عبدته حق عبادته فلا ذكرته ولا شكرت له { وإن كنت لمن الساخرين } أي المستهزئين بدينه وعباده المؤمنين يا له من اعتراف يودي بصاحبه في سواء الجحيم ، بادروا يا عباد الله هذا وذاك { أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة } أي رجعة إلى الحياة الدنيا { فأكون من المحسنين } أي المؤمنين الذين أحسنوا النية والقصد والعمل .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون }[size=10pt] [البقرة:254][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ أنفقوا مما رزقناكم } : النفقة الواجبة وهي الزكاة ، ونفقة التطوع المستحبة .

{ لا بيع فيه } : لا يشتري أحد نفسه بمال يدفعه فداءً لنفسه من العذاب .

{ ولا خُلة } : أي صداقة تنفع صاحبها .

{ ولا شَفاعة } : تقبل إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى .

{ والكافرون } : بمنع الزكاة والحقوق الواجبة لله تعالى ولعباده هم الظالمون .

شرح الآيات :

أما الآية الثانية ( 254 ) فقد نادى الله تعالى عباده المؤمنين وأمرهم بالإنفاق في سبيل اله تقربّاً إليه وتزوداً للقائه قبل يوم القيامة حيث لا فداء ببيع وشراء ، ولا صداقة تجدي ولا شفاعة تنفع ، والكافرون بنعم الله وشرائعه هم الظالمون المستوجبون للعذاب والحرمان والخسران .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون } [size=10pt][المنافقون:9] [المنافقون:10] [المنافقون:11][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :
{ لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم } : أي لا تشغلكم .
{ عن ذكر الله } : كالصلاة والحج وقراءة القرآن وذكر الله بالقلب واللسان .
{ ومن يفعل ذلك فاولئك هم : أي ومن أَلهته أمواله وأولاده عن أداء الفرائض فترك الصلاة أو الخسرون } الحج وغيرهما من الفرائض فقد خسر ثواب الآخرة .
{ وأنفقوا مما رزقكم الله } : أي النفقة الواجبة كالزكاة وفي الجهاد والمستحبة .
{ لولا أخرتني } : أي هلا أخرتني يطلب التأخير ولا يقبل منه .
{ فأصّدق وأكن من الصالحين } : أي حتى أزكى وأحد وأكثر من النوافل والأعمال الصالحة .
شرح الآيات :
قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا } نادى تعالى المؤمنين لينصح لهم أن لا تكون حالهم كحال المنافقين الذين تقدم في السياق تأديبهم فقال لهم يا من آمنتم بالله ورسوله : لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم أي لا تشغلكم عن ذكر الله بأداء فرائضه واجتناب نواهيه والإكثار من طاعته والتقرب إليه بأنواع القرب . ثم خوفهم نصحاً لهم بقوله : { ومن يفعل ذلك } أي بأن ألهته أمواله وأولاده عن عبادة الله فأولئك البعداء هم الخاسرون يوم القيامة بحرمانهم من الجنة ونعيمها ووجودهم في دار العذاب لا أهل لهم فيها ولا ولد . وبالغ عز وجل في إرشادهم فقال : { وأنفقوا مما رزقناكم } مبادرين الأجل فإنكم لا تدرون متى تموتون . من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول متمنياً طالباً حاثاً في طلبه . ربّ أي يا رب لولا أخرتني إلى أجل قريب أي إلى قوت قريب من هذا فأصدق بمالي ، وأكن من الصالحين فأحج وأتقرب إليك يا رب بما تحب من أنواع القربات والطاعات ولكن لا ينفعه التمني ولا الطلب والدعاء ، لأن حكم الله الأزلي أنه تعالى لن يؤخر نفساً أي نفس إذ جاء أجلها أي إذا حضر وقت وفاتها وقوله تعالى : { والله خبير بما تعملون } يحث المؤمنين على إصلاح أعمالهم والتزويد لآخرتهم بإعلامهم بأنه مطلع على أعمالهم خبير بها .

{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون } [size=10pt][المؤمنون:99] [المؤمنون:100][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ جاء أحدهم الموت } : أي رأى علاماته ورآه .

{ برزخ } : أي حاجز يمنع وهو مدة الحياة الدنيا ، وإن عاد بالبعث فلا عما يقبل .

شرح الآيات :

وقوله تعالى : { حتى إذا جاء أحدهم الموت } أي إذا حضر أحد أولئك المشركين الموت أي رأى ملك الموت وأعوانه وقد حضروا لقبض روحه { قال رب ارجعون } أي أخروا موتي كي أعمل صالحاً فيما تركت العمل فيه بالصلاح ، وفيما ضيعت من واجبات قال تعالى رداً عليه { كلا } أي لا رجوع أبداً ، { إنها كلمة هو قائلها } لا فائدة منها ولا نفع فيها ، { ومن ورائهم برزخ } أي حاجز مانع من العودة إلى الحياة وهو أيام الدنيا كلها حتى إذا انقضت عادوا إلى الحياة ، ولكن ليست حياة عمل وإصلاح ولكنها حياة حساب وجزاء هذا معنى قوله : { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } .

{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد}[size=10pt] [ق:19][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ وجاءت سكرة الموت بالحق } : أي غمرة الموت وشدته بالحق من أمر الآخرة حتى يراه المنكر لها عيانا .

{ ذلك ما كنت منه تحيد } : أي ذلك الموت الذي كنت تهرب منه وتفرغ .

شرح الآيات :

وقوله تعالى { وجاءت سكرة الموت بالحق } أي وإن طالب العمر فلا بد من الموت وها هي ذي قد جاءت سكرة الموت أي غمرته وشدته بالحق من أمر الآخرة حتى يراه المنكر للبعث والدار الآخرة المكذب به يراه عياناً . { ذلك ما كنت منه تحيد } أي يقال له هذا الموت الذي كنت منه تحيد أي تهرب وتفزع .

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور }[size=10pt] [آل عمران:185][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ ذائقة الموت } : أي ذائقة موت جسدها أما هي فانها لا تموت .
{ توفون } : تعطون جزاء أعمالكم خيراً أو شراً وافية لا نقص فيها .
{ زحزح } : نجّي وأبعد .
{ فاز } : نجا من مرهوبه وهو النار ، وظفر بمرغوبه وهو الجنة .
{ متاع الغرور } : المتاع كل ما يستمتع به ، والغرور : الخداع ، فشبهت الدنيا بمتاع خادع غارٍّ صاحبه ، لا يلبث أن يضمحل ويذهب .
شرح الآيات :
ما زال السياق في تعزية الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقد جاء في الآية السابقة تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما آلمه من تكذيب اليهود والمشركين له ، وفي هذه الآية تسلية وعزاء ، إذا أخبر تعالى فيها فأن كل نفس مهما علت أو سفلت ذائقة الموت لا محالة ، وإن الدنيا ليست دار جزاء وإنما هي دار كسب وعمل ، ولذا قد يجرم فيها المجرمون ويظلم الظالمون ، ولا ينالهم مروه ، وقد يحسن فيها المحسنون ويصلح المصلحون ولا ينالهم محبوب ، وفى هذا تسلية عظيمة وأخرى : العلم بأن الحياة الدنيا بكل ما فيها لا تعدو كونها متاع الغرور ، أي متاع زائل غار ببهرجه ، وجمال منظره ، ثم لا يلبث أن يذهب ويزول .

{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا }[size=10pt] [النساء:78][/size]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ بروج مشيدة } : حصون مشيدة بالشيد وهو الجص .

شرح الآيات :

{ أينما تكونوا يدركم الموت } إذ الموت طالبكم ولا بد أن يدرككم كما قال تعالى لأمثالهم { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } ولو دخلتم حصونا ما فيها كوة ولا نافذة . فإن الموت يدخلها عليهم ويقبض أرواحكم ولما ذكر تعالى جبنهم وخوفهم ذكر تعالى سوء فهمهم وفساد ذوقهم فقال : { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } يعني أنه إذا أصابهم خير من غنيمة أو خصب ورخاء { قالوا هذه من عند الله لا شكراً لله وإنما لا يريدوا أن ينسبوا إلى رسول الله شيئا من خير كان ببركته وحسن قيادته ، وإن تصبهم سيئة فقر أو مرض أو هزيمة يقولون هذه من عندك أي أنت السبب فيها . قال تعالى لرسوله قل لهم { كل من عند الله } الحسنة والسيئة هو الخالق والواضع السنن لوجودها وحصولها . ثم عابهم في نفسياتهم الهابطة فقال : { فمال لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا }.