إعلان
تعظيم الخالق
أهداف
تفرعات
نصوص
176
2508
0
لذة العبادة
أهداف
تفرعات
نصوص
26
2576
0
محبة النبي
أهداف
تفرعات
نصوص
35
1925
0
القرآن منهج حياة
أهداف
تفرعات
نصوص
139
3679
0
استثمار التاريخ
أهداف
تفرعات
نصوص
93
1695
1
تزكية النفوس
أهداف
تفرعات
نصوص
5
455
0
أعمال القلوب
أهداف
تفرعات
نصوص
68
393
0
الذوق الإسلامي
أهداف
تفرعات
نصوص
15
1356
0
الأوراد والأذكار
أهداف
تفرعات
نصوص
10
207
0
مكارم الأخلاق
أهداف
تفرعات
نصوص
63
3987
4295
مفاتيح العلوم
أهداف
تفرعات
نصوص
17
1192
0
التربية والتعليم
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الذكاء والموهبة
أهداف
تفرعات
نصوص
99
827
0
دورات تدريبية
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
صحة الإنسان
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الوظائف والمهن
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
عرض الشواهد النصية
| الأول | السابق | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | التالي | الأخير |
كان يا مكان في قديم الزمان
عرض التفاصيل
يحكى أن في أحد أيام الأساطير القديمة لأن هذه القصة لا تحدث إلا في الأساطير كان هناك شاهبندر التجار يعمل لديه الكثير من العمال يعملون بكل جد وإجتهاد ويتقاضون على هذا العمل قدرا من المال بقدر جهدهم وكانت مكينة العمل تسير بدون إنقطاع وكل يوم هناك إنجاز وفي سنة من السنين تعرضت سفن شاهبندر التجار التي كانت تنقل بضائعه إلى أنحاء كثيرة تعرضت إلى الغرق فأضطر شاهبندر التجار أن يقلل من أجور العمال حتى تنتهي المحنة المالية التي كان يمر بها ووعدهم بأن هذا الأمر لا يطول أكثر من عام فتقبلوا العمال ذلك بكل صدر رحب حفاظا على لقمة عيشهم وانتهى العام وجاء وراءه عام وعام وراء عام واستمرت أثني عشرة عام إلى أن دب اليأس في قلوب العمال بأن الوضع لن يتم حله إذا استمروا في السكوت فقرروا أن يقاضوا شاهبندر التجار عند الوالي لعله يرد لهم بعض من حقوقهم التي فقدوها طيلة الأعوام الماضية العجاف وبالفعل تجاوب الوالي - حفظه الله - مع شكاوي العمال حرصا منه على مكانتهم ودورهم الكبير في تدوير عجلة البلاد وهم الشريحة الأكبر فأعلن أن يعطوا أجورهم السابقة عندها استبشر العمال وتعالت أصواتهم بالتبريكات والأفراح وبدأت الأحلام تحلق بهم في كل أفق أحلام أثني عشر عام كانت تائهة بعيدة المنال ولكن شاهبندر التجار وبعد قرار الوالي اجتمع ببعض كبار التجار في السوق ليتم النظر في قرار الوالي وبعد مشاورات فيما بينهم ظهرت آلية تنفيذ قرار الوالي بعيدة كل البعد عن حقوق العمال ناهيك عن فروقات أجورهم طيلة الإثني عشر عام الماضية من سلب حقوقهم طيلة الأعوام الماضية عندها رفعوا العمال أيديهم إلى من لا تنام عينه راجينه أن يحاسب من كان السبب ثم إلى الوالي لعله يضع حدا لهذه المهزلة التي سوف تحدث عن قريب . 

عندما تموت الرحمة في قلب الأب
عرض التفاصيل
لأب كلمة خفيفة على اللسان ولكنها ثقيلة بالمعنى ، فالأب رمز العائلة هو راعيها وسيدها وهو عمود البيت ، الأب هذا الرجل العظيم فلا يعرف قدره وقيمته إلا من فقده ، وهو الحضن الدافيء والملجأ الآمن ، ولكن ماذا لو كان هذا الحضن بارد برودة الثلج ، وهذا الملجأ أمنه كأمن اليهود ، ماذا لو كان هذا الرمز مشتت شمل عائلته ، وماذا لو كان هو معذبهم وسبب ألمهم هذه قصة مؤلمة أرويها لكم تبدأ الحكاية بخطبة شاب لابنة عمه وطبعا فرح العم بهذا النسب كثيرا لأن عندنا اعتقادا أن مافيه أحد يصون البنت ويرعاها مثل ولد عمها وطبعا تم الزواج وسط سعادة الأهل. ولكن بعد فترة أحست الفتاة بأن هذا الزوج لم يكن هو الزوج الذي طالما تمنته ، بل كان رجل تافه ومريض ولا يتحمل المسؤلية. حاولت الفتاه تقويم ابن عمها ولكنها لم تستطيع وحاولت الصبر عليه حتى لاتغضب أهلها وعاشت معه ، ولكن وبعد أن كثر الأبناء وأصبح لديها أربعة أولاد ولدان وبنتان زادت المشاكل كثيرا ، أصبح يغضب لأتفه الأسباب أصبحت الحياة معه لا تطاق ، وخافت الفتاة على أولادها من هذا الجو المليء بالمشاكل فطلبت الطلاق ، وبعد إصرار منها ومن أهلها وافق الزوج على الطلاق مكرها وتم الطلاق ، ولكن لم تنتهي معاناة هذه الفتاة بل بدأت عندما قام زوجها بأخذ أولادها ضاربا بعرض الحائط كل توسلاتها له ورجاء عمه وأولاد عمه بتركهم عند أمهم ولكن رفض وأصر على تعذيبها بأخذهم منها. وبعد انتهاء العدة خطبها شاب آخر وافق والدها وأهلها وتم الزواج وعندما علم الزوج السابق بموعد الزواج قام بإرسال ابنتها الصغرى ذات الأربع سنوات إليها ليس رحمة ولاشفقة بل حسد وغيرة ، وعادت إليها أولى فلذات أكبادها أما الآخرون فبقوا عنده ولكي يزيد في تعذيبها تزوج بأخرى وجعل أولاده خدما لها. كانت هذه الزوجة الثانية مثال حي لزوجة الأب القاسية ، كانت تعامل الأولاد بمنتهى الوحشية ، فتجعلهم كالخدم يقومون بتنظيف البيت ومن يعصي تقوم بضربه لدرجة أنها كانت تضربهم بخرطوم الماء أو سلك التليفون وعند الساعة العاشرة مساء تقوم بادخال الفتاة التي مازالت طفلة في الثامنة من عمرها إلى غرفتها وتضع لها حوض مليء بالماء وتقفل عليها الباب بالمفتاح وكذلك تفعل بأخويها نادر (12 سنه) ومحمد(10 سنوات ) ، فتقفل الباب حتى اليوم التالي ، ولكم أن تتخيلوا أطفال صغار يحبسون طوال الليل بعد أن كانوا ينامون هانيئين في أحضان أمهم ويعيشون دائما في رعب وخوف من أن يخطئون أو يقصرون. كل هذا يحدث تحت نظر والدهم وعلمه ورضاه ومساعدته أيضا وعاش هؤلاء الأطفال في جحيم وأصبح والدهم هو عدوهم الأول وسبب تعاستهم ، ولكن بعد فترة أراد الله لهم أن يرتاحوا من ذلك العذاب حتى وإن كان هناك بعض الخسائر ففي ذات يوم وكان يوم خميس قامت زوجة الأب وكعادتها بإقفال الأبواب على الأولاد ولكن عند الساعة الثانيه عشرة لم يستطيع محمد ذو العشرة أعوام تحمل الألم فقد كان يريد الذهاب إلى الحمام (أكرمكم الله) ولم يستطيع منع نفسه حتى يأتي الصباح فقام بطرق الباب وبعد حوالي الربع ساعه جاءت زوجة الأب غاضبة وفتحت الباب وهي تصرخ : (وجع انشاء الله وش عندك أزعجتنا) محمد : أبي الحمام يا خالة . زوجة الأب : حمام بس وأزعجتنا لك ساعة عشان حمام وهذا وشوله أنا حاطته (أشارت إلى حوض الماء) ثم قامت بركل محمد ركلة قوية على بطنه ثم بصقت عليه وأقفلت الباب وعادت إلى زوجها أما محمد فضل طوال ساعة كاملة ممسك ببطنه ويصرخ ويبكي من شدة الألم وأخوه نادر يحاول تهدئته ، وبعد فترة هدأ محمد واستسلم للنوم فحضنه أخوه نادر وناما بسلام ، وعند الساعة الثانية والنصف ليلا استيقظ نادر على صوت أخيه محمد وهو يناديه : نادر نادر بطني ما عاد أقوى بطني بأموت ، سمى عليه نادر وحاول تهدئته مرة أخرى ولكن هيهات ، ثم فجأة سكت محمد ثم نظر إلى أخيه نادر وابتسم ابتسامة رائعة وقال له : نادر أنا أحبك وأحب خواتي وأمي بس أبوي ما أحبه ، ثم حضن أخاه وشخصت عيناه ، نعم مات محمد وكاد نادر أن يجن بعد أن تأكد أن أخاه مات بين يديه ، فماذا تتوقعون من هذا الصبي ذو الأثنى عشر ربيعا ، لقد قام بفعل لا يفعله بعض الرجال ، فقد أغمض عيني أخيه ثم قام وأخذ الماء الذي تضعه لهم تلك البومة وغسل أخاه !! نعم غسله كما علمهم الأستاذ ثم قام بلفه بغطاء السرير ظنا منه أن هذه هي طريقة التكفين الصحيحة ثم وجهه للقبلة وصلى عليه صلاة الميت كما تعلمها. بعد أن انتهى توجه إلى الباب وضل يطرقه من الساعة الثالثة فجرا إلى ظهر اليوم التالي ، استيقظت زوجة ابيه على صوت طرقه للباب فأيقظت والدهم وهي تقول : عيالك ما خلوني أنام طول الليل ، أزعجوني يطقون الباب ، قم سكتهم وإلا والله لأذبحهم ، قام الوالد غاضبا واتجه إلى غرفة أولاده وفتح الباب بغضب وقال : هاه وش تبون ؟؟ نظر إليه نادر وقد ذهب لون وجهه وقال : يبه مات محمد. الأب : وشو ؟؟ نادر : مات محمد ، توجه الأب مسرعا إلى ولده وقلبه ولمسه فإذا هو بارد كالثلج ، حمله وذهب به إلى أقرب مستشفى وهناك أخبره الطبيب أن ابنه قد مات قبل تسع ساعات بسبب انفجار المثانة عندها كاد الأب أن يجن ولكم أن تتخيلوا حال أمه عندما عرفت بموته وهي بعيدة عنه. عندها أمر العم ابن أخيه إن لم يعد بقية الأولاد إلى أمهم فسيبلغ أنه هو وزوجته سبب موت محمد ولخوفه الشديد هو وزوجته سلمهم (نادر وأخته) ولكن بعد أن كانوا محطمين ، مارأيكم بهذا الأب الذي ليس لديه ذرة عطف لاهو ولا زوجته المتوحشة؟؟؟ والله يا إخواني هذي قصة حقيقة حصلت لأحد أقاربي ووالله إني شفت أثر الضرب على ظهر نادر وأخته وتكلمو معي وقصوإلي قصتهم وهم شبه مجانين .. ومااقول إلا الله يسامح أبوهم وزوجته ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

المصدر:

( موسوعة القصص الواقعية  )

همة
عرض التفاصيل
في العاشرة من عمره,عيناه لم تريا النور يوماً,ولم تبصرا الحياة ولو للحظة,هكذا جاء للدنيا وهكذا قُدر له أن يكون. محرومٌ هو في نظرِ الكثير..ومسكين في نظرِ الأكثر..ينظرون إليه إذ ينظرون نظرةَ شفقةٍ ورحمة. كان ككل الناس له اهتمامته الخاصة,وأفكاره الشخصية,وهمومه الذاتية. يعيش مثلهم,يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون..ويتعبد أيضاً كما يتعبد ولربما فاقهم في هذه وتعداهم. كنت كثيراً أراه, وقد أمسك أخوه الأصغر بيده إما ذاهباً إلى المسجد أو عائداً منه.. ماكنت من جماعة مسجدهم ولكن كنت أراه حينما اذهب للمسجد الذي أصلي فيه.. وذات يوم..لم اذهب إلى المسجد الآخر إنما صليت في المسجد الذي في محمد صاحبنا. وكم كان عجبي كبيراً..ودهشتي شديدة..عندما رأيته يتأبط كتاباً.. تسألت..أليس بأعمى؟؟ وانظرت قليلاً لأروي فضولي.. دخل المسجد شاب عشريني...وبعد برهة من الزمن جلس وتحلق حوله فتيان من جماعة المسجد.. ازداد عجبي..وتضاعفت دهشتي.. محمد في حلقة!!عجيب.. وانتظرت أيضاً.. تفرق الطلاب كل طالب جلس متكئياً على سارية من سواري المسجد,تلفت بحثاً عن محمد.. رأيته..جالساً وبجواره أخوه,فتح الكتاب.. وضع يده على الورقة ثم بدأ يتحسسها.. جلست أراقبه..ويده تنتقل من مكان لآخر في الصفحة..وفهمت من حركاته أنه يقرأ ولكن بطريقته الخاصة طريقة برايل..

المصدر :

عمر بن عبدالله المديفر

موسوعة القصص الواقعية

الهمة العالية
عرض التفاصيل
كان زميلاً لي في الكلية العسكرية … كان الأول على زملائه في كل شئ في طاعته لله… في حسن خلقه… في دراسته… في تعامله … كان صاحب قيام ليل ومحافظة على صلاة الفجر وغيرها وحب للخير… وبعد أن تخّرج وفرح كما يفرح الطلبة بالتخرج وإذا به يُصاب بما نسميه ( الأنفلونزا) وتطور معه المرض حتى أصاب العمود الفقري فأصيب بشلل تام ولم يعد يستطيع الحركة… حتى أن طبيبه المعالج قال لي أنه حسب مرئياته فلا أمل له في الشفاء… وإن احتمال رجوعه لما كان عليه ونجاح العلاج معه لا تتجاوز العشرة في المائة فقلت الحمد لله على كل حال وسألت الله له الشفاء وهو القادر على كل شئ… ثم زرته في المستشفى وهو مقعد يرقد على السرير الأبيض لمواساته وتذكيره بالله والدعاء له فإذا به هو الذي يذكّرني بالله !! وهو الذي يواسيني… وجدته قد امتلأ وجهه نوراً… واشرق بالإيمان نحسبه والله حسيبه… قلت له : الحمد لله على السلامة… وأسأل الله لك الشفاء العاجل طهور إن شاء الله… فأجابني بالشكر والدعاء ثم قال كلمته العجيبة في حالته المأساوية نعم إنها كلمة عجيبة!! لم يشتكي ! ولم يتبرم !! ولم يقل أرايت ماذا حل بي يا أخ خالد !! إنما قال تلك الكلمة التي دوّت في أذني وأثرّت في قلبي وما زلت احفظها حتى الآن … قالها وهو يبتسم … قال حفظه الله : يا أخي لعل الله علم منى تقصيري في حفظ القـرآن فلهذا أقعدني لإتفرغ لحفظه … وهذه نعمة من نعم الله !! سبحـان الله … مـا هذا الكلام؟! من أين هذه العبارات ؟! كيف تتحول النقمة إلى نعمة ؟! إنه الإيمان يصنع المعجزات بعد فضل الله وتوفيقه … وصدق الله في جزاء من صبر واسترجع عند المصيبة وقال إنا لله وإنا إليه راجعون إن له ثلاث جوائز … قال تعالى)أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ( البقرة 157 . نعم إنها الرحمة من الله والثناء منه والهداية لصراطه المستقيم والثبات على شرعه القويم وفي صحيح مسلم من حديث صهيب مرفوعاً… ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا لمؤمن إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) مختصر مسلم 2092 . ما أجمل تلك العبارات التي قالها … إنها والله تعدل عشرات الكلمات النظرية … لأن المواقف الإيمانية تربي وتعلّم الشيء الكثير … وفي كل خير… نعم لقد تعجبت ودهشت من موقفه وإيمانه وصبره وثباته رغم ما هو فيه من مرض خطير … وشلل تام … ورغم أنه لم يمض على تخرجه ستة أشهر ولم يفرح بالرتبة والراتب والعمل الجديد أياماً … والله لقد غبطته على إيمانه… وحمدت الله جل وعلا أن في الأمة أمثال هذا الرجل … وأمة محمد r فيها الخير ولله الحمد . ثم زرته بعد فترة وعنده بعض أقاربه … فسلمت عليه ودعوت له … ثم رأيت أمرً عجيباً … وسمعت منه ما أدهشني مرة أخرى … وفي كل زيارة له يزداد الإيمان من مواقفه العجيبة الإيمانية . قال له ابن عمه : حاول تحريك رجلك … ارفعها للأعلى … فقال له : إني لاستحي من الله أن استعجل الشفاء فإن قدّر الله لي وكتب الشفاء فالحمد لله … وإن لم يكن مقدوراً لي فالحمد لله … فالله أعلم بما هو خير لي … فقد يكون في الشفاء ما لا تحمد عقباه … وقد أمشي بقدميّ هاتين إلى الحرام … ولكني أسأل الله إن يكتب لي الخير فهو العليم الحكيم … ولا تعليق على كلامه الإيماني إلا بما هو خير قال تعالى ) وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ( البقرة آية 216 .

المصدر:

كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير

( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر )

استيقظ يا نائم ..
عرض التفاصيل
استيقظ يا نائم فقد فاز القوم ونحن في نوم .. لقد فاز القوم .. بهمم جبارة وطوحات ، رائعة وقَصص متميزة كتبوها في الدنيا لنا .. لنقرأها ونراها ونسمعها .. يقول أحد الفضلاء والأحبة الكرماء .. دخلت الجمعة .. حرصت على الصف الأول .. وجدت رجلاً فاضلاً بجواري قد بكَّر قبلي ، فلما انتهيت وإذا به يقرأ في الأجزاء الأخيرة من القرآن في تبارك ، والنبأ .. قبل دخول الخطيب بخمس دقائق أو عشرة .. _ اسمعوا والله _ حتى تنحتقر أنفسنا .. حتى والله لنحتقر أنفسنا وسوف نرى ما هي هممنا وما التميز الذي عشناه !.. يقول وقبل دخول الخطيب بخمس دقائق أو نحوها رفع يديه إلى السماء فجلس يدعو الله تعالى .. قلت : لعلي أن أكلمه ، لماذا يترك قراءة سورة الكهف .. نحن نجيد النقد السريع ، والعيب السريع ، وتلمس العثرات والأخطاء دون النظر للحسنات ، دون النظر للخيرات ، دون النظر للبركات .. فتأمل .. قلت : لعلي أكلمه بعد الصلاة ثم امتنعت _ سبحان الله - .. في الجمعة الأخرى حرصت أن أصلي بجانب هذا الرجل ، ولما جئت بجواره وجدته قبلي .. قبلي .. قبلي .. فلما انتهيت وأنا أقرأ .. لم يقرأ سورة الكهف وكان في الأجزاء الأخيرة من القرآن .. قبل دخول الخطيب بخمس دقائق وإذا به ينتهي من سورة الناس { مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ } ثم يرفع كفيه إلى السماء يدعو الله .. يدعو الله .. يدعو الله ..يدعو الله.. قلت : لعلي أكلمه بعد الصلاة .. فلما انتهيت جئت عنده فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي ..جزاك الله خيراً وأحسن الله إليك .. ردَّ السلام فقال لي ، وقلت له : ثم قلت له : أخي شكر الله لك تبكيرك ، وحسن تلاوتك ، وحرصك ؛ ولكني رأيتك تركت قراءة سورة الكهف أو لعلك قرأتها قبل أن آتي .. فماذا يا ترى ردَّ وقال !.. يا ترى ماذا ردّ وقال !.. قال : جزاك الله خيراً يا أخي .. جزاك الله خيراً يا أخي .. ولكني ولله الحمد أقرأ القرآن .. أبدأ بالبقرة من صلاة الفجر يوم الجمعة .. وقبل أن يدخل الخطيب بخمس دقائق أو عشر أكون قد ختمت القرآن كاملاً .. أكون قد ختمت القرآن كاملاً .. { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } .. فأين أهل النوم !.. أين أهل الكلام !.. أين غيرهم !.. أين اللذين يغطون يوم الجمعة في سبات عميق !.. لعلنا نتساءل فنقول .. عجباً لهذا الرجل .. هذا غير قراءته في الأوقات الأخرى !.. ولقد توفي رجل من الفضلاء عندكم هنا بالدمام في الإجازة الماضية .. يحدثني بذلك أحد الصالحين .. يقول : طالما سابقناه .. طالما سابقناه .. هذا هو السباق .. فلم نستطيع .. كان يبدأ صلاة الفجر بالبقرة فما يأتي العشاء إلا وهو في سورة طه .. وما يأتي الفجر اليوم الآخر إلا وقد بدأ بالبقرة من جديد .. لا إله إلا الله .. إنها همم .. همم يا أهل القرآن ، فأين أولئك الناس !.. ألا نبكي على أنفسنا ! .. إنَّ هؤلاء تشبهوا بأسلافهم ومن شابه أباه فما ظلم .. فهذا أبو حنيفة ، وواصل بن عبد الرحمن ، ووكيع بن الجراح ، ومسعر بن كدام ، والحسن بن صالح ، وأخيه وأمه ، ويحيى بن سعيد القطان ، والشافعي ، وأبو العباس بن عطاء ، وعطاء بن السائب ، وأبو بشر بن حسنويه النيسابوري ، وغيرهم كثير .. بل كثير .. بل كثير ..يختمون القرآن كل ليلة .. يختمون القرآن كل ليلة .. هل نضم اسمك مع اسمهم .. هل تريد أن تضم اسمك معهم { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } .. كل ليلة يختمون القرآن .. كل ليلة يختمون القرآن .. أبو بكر بن عياش إمام الإئمة المحدثين لما نزلت به سكرات الموت بكت أخته عند رأسه .. فقال لأخته : _ اسمع كلمة نفخر جميعاً أن نقولها _.. قال : لا تبكين على أخيك .. انظري لتلك الزواية .. فلقد ختم أخوك القرآن في تلك الزاوية فقط ثمانية عشر ألف ختمة .. ( 18000) ثمانية عشر ألف ختمة .. حرّك الهمم .. والهدف من هذه القصص _ والله _ ليس سردها .. ليس سردها .. إنما تحريك هممنا لطاعة الله .. دعوة وجهاد .. وإنفاقاً وبذل .. تعليماً ونصح .. وتوجيهاً وبذل .. بهذا نقوم بطاعة الله .. بهذا لا يمل الله حتى تملوا ..

المصدر :

قصص متميزة ابراهيم بو بشيت

موسوعة القصص الواقعية

ابن أم مكتوم زمانه
عرض التفاصيل
دخلنا تلك القرية.. إنه لا يوجد بها أي معلم من معالم الحضارة .. قرية وهجرة بسيطة في بنائها وشكلها وهيئتها .. بدأنا نرتفع مع الأرض حيث ارتفعت .. قصدنا مسجد القرية .. ذهبنا عنده .. وصلنا إلى ذلكم المكان ، وإلى ذلكم المسجد ؛ وإذا بنا تبدأ معنا القصة .. عندما وصلنا إلى المسجد وجدنا عند بابه حجراً كبيراً ومربوط به حبل .. _ لا إله إلا الله _ .. ما قصة هذا الحبل ؟!.. لقد وصلنا إلى الطرف الأول في هذه القصة .. نعم .. لقد وصلنا إلى الطرف الأول .. بدأنا نسير مع هذا الحبل يرتفع بنا حيث ترتفع الأرض ، فإنها منطقة لم تأتيها حضارة مناطقنا .. إنَّ هذا الحبل بدأ يأخذنا بين أشجار .. سرنا بالسيارة تقريباً ما يزيد على نحو ست دقائق .. _ سبحان الله _ .. بدأنا نصل إلى نهاية الحبل .. نعم .. لقد بدأنا نصل إلى الطرف الآخر .. ما سرّ النهاية ! .. يا ترى ما هي النهاية !.. إلى ماذا يحملنا هذا الحبل ، وإلى من سوف يوصلنا هذا الحبل ، وما هو الخبر وراء هذا الحبل !.. إنه حبل ممدود على الأرض .. حبل ممدود على الأرض .. عندما وصلنا إلى نهاية الحبل ، وجدنا بيتاً مكوناً من غرفة ودورة مياه .. وإذا بالبيت نجد رجلاً كبيراً في السن ؛ كفيف البصر ؛ بلغ من العمر ما يزيد على 85 عاماً .. إنه يا ترى من !.. إنه العم عابد .. سألناه : قلت له : يا عم عابد ..يا عم عابد .. أخبرنا ما سر هذا الحبل ؟!. ما سرّ هذا الحبل ؟!.. اسمعوا الجواب .. اسمعوا الجواب .. فإنه _ ولله _ .. لنداء أخرجه .. لأصحاب الأربعين ، والخمسين ، والستين ، والثمانين .. نداء أخرجه .. للأصحاء ؛ للمبصرين لمن أنعم الله عليهم بالخيرات ، والفضائل ، والكرامات .. إنه نداء .. لقد قال العم عابد كلمة تؤثر في كل قلبٍ مؤمن .. قال : يا ولدي .. يا ولدي .. هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد .. هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد .. إنني أمسك به ، أخرج من بيتي قبل الأذان ، ثم أمسك بهذا الحبل حتى أصل إلى المسجد ، ثم بعد الصلاة وخروج الناس أخرج آخر رجل من المسجد ، ثم أمسك بالحبل مرة أخرى حتى أعود إلى بيتي ليس لي قائد يقودني .. يده لقد أصبحت بجميع الصفات التي نحكم عليها من جراء أثر الحبل عليها .. إنه رجل .. نوَّر الله قلبه بالإيمان .. قصد طاعة الله .. أراد الصلاة .. أراد الصلاة .. قصدها ؛ فصدق الله فيه { نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ } .. فأين ..الذين حرموا أنفسهم من المساجد !.. أين ..أولئك الكسالى !.. أين ..أصحاب السيارات والخيرات والكرامات الذين امتنعوا عن حضور الصلوات الخمس في المسجد !.. إنه رجل بلغ به هذا السن .. إنه بلغ هذا السن ؛ كفيف البصر ؛ ضعيف البناء في حالة لو رأيتموها لتعجبتم والله .. ولكن يقول : هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد .. وقرية قرب مدينة القنفذة .. نعم رجلين كفيفي البصر أيضاً جيران ربطوا لهم حبل ؛ لماذا يا ترى هذا الحبل ؟! إنه من أجل حضور الصلوات الخمس في المسجد .. مات الأول ..ولا يزال الحبل موجوداً .. ومات الثاني .. ولا يزال الحبل شاهداً لهم .. لا يزال الحبل شاهداً لهم على ورودهم للمساجد .. فأين ..أولئك الرجال الذين تكاسلوا عن حضور الصلوات الخمس !.. أين ..الذين هجروا صلاة الفجر !.. لماذا لم يحرك قلوبنا قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ) .. بأمثال هؤلاء صدق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله ) .. وذكر منهم ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) .. لله درّ الشيرازي عندما قال كلمة رائعة .. قال كلمة رائعة : إذا سمعتم حيّ على الصلاة ؛ ولم تجدوني في الصف الأول ؛ فإنما أنا في المقبرة .. فإنما أنا في المقبرة .. أين منا من حرص على براءة نفسه من النار !.. أين منا من حرص على براءة نفسه من النفاق !.. ألم نسمع حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم .. جاء عند الإمام الترمذي عن أنس وحسّنه الألباني قال:قال صلى الله عليه وسلم : ( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة ..) .. اسمعوا يا من تصلون منفردين ، ويا من تفوتكم تكبيرة إحرام في كل يوم .. ( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) .. من منا من سلم من النفاق ونحن نقرأ حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم : ( أربعٌ من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة واحدة كانت فيه خصلة من خصال النفاق : إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وأذا أؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر ) .. من منا لم يكذب ! .. من منا من إذا اختلف مع أخيه لم يرتفع صوته ولم يعتلي شجاره !.. من إذا واعد لم يخلف ذلكم المواعيد !.. من منا أدّى الأمانة ولم يتعامل بالرشوة ولم يتعامل بغيرها !.. أين براءة أنفسنا من النفاق ؟!.. أين أنتم يا من قرع قلوبكم نور الوحي .. كان السلف إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام عزوّا أنفسهم ثلاثة أيام .. وإذا فاتتهم الجماعة عزوَّا أنفسهم سبعة أيام كما في " تحفة الأحوذي ".. يقول القاري معلقاً : وكأنهم ما فاتتهم الجمعة ولو فاتتهم صلاة الجمعة عزوَّا أنفسهم سبعيـن يوماً .. سبعيـن يوماً .. سبعين يوماً .. يقول الإمام وكيع ابن الجرّاح عن الإمام العظيم سليمان بن مهران الأعمش : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .. لم تفته التكبيرة الأولى .. وكان يحيى القطَّان يلتمس الجدار حتى يصل إلى المسجد وهو يقول : الصف الأول ..الصف الأول ..الصف الأول .. المساجد هي التي ربَّت الرجال .. المساجد هي التي أخرجت الأبطال .. المساجد هي التي علمتنا وثقفتنا .. فأين البطَّالون .. لا يُصنع الأبطال إلا *** في مساجدنا الفساح في روضة القرآن *** في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة *** ورق يذريه الرياح من خان حيَّ على الصلاة *** يخون حيَّ على الكفاح روى الإمام مالك وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا .. ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه .. ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) .. إنَّ رجلاً عندنا بالمنطقة أتى بعامل ، لماذا أتى به ؟!.. إنه رجل مشلول وصل إلى أنصاف الثمانين .. لماذا يا ترى ؟!.. لما سألوه قال : لكي لا تفوتني صلاة مع الجماعة .. يقول الذي يصلي معه : لا يفوته ولا فرض في المسجد .. ولا فرض في المسجد .. ولا فرض في المسجد .. أين الآمرون !!..كما كان علي رضي الله عنه وأرضاه يمر في الطريق ، فإذا مرَّ في الطريق نادى بأعلى صوته يقول : الصلاة ..الصلاة ..يوقظ الناس لصلاة الفجر وكان رضي الله عنه يفعل ذلك كل يوم .. وأنتِ أمة الله ما حالك مع الصلاة ، وما حالك في تأخيرها ؟!.. لئن كنا قد ذكرنا ذلك فإننا والله لنعيش مع مآسٍ حزينة مع الذين يتخلفون عن المساجد .. والله لن يبدأ لنا انطلاق ولا نصرة ولا تأييد ولا دفاع ولا قوة إلا إذا انطلقنا من المساجد .. وإذا أردت أن تعرف قوة إيمانك ، وقوة عقيدتك ، وقوة صدقك ، وحلال عزيمتك الراسخة ؛ فانظر تبكيرك للمسجد .. أعود للعم عابد : إنه رجل سمته وصلاحه ووقاره .. يقول أهل المنطقة : لقد عُرف عن هذا الرجل كفيف البصر من زمن بعيد .. من زمن بعيد .. ولقد غُيَّر هذا الحبل أكثر من مرة .. أكثر من مرة .. أكثر من مرة .. فأين ..جيران المساجد الذين لا يشهدون الصلوات الخمس في المسجد !.. فأين ..الذين حرصوا على الوظائف وغيرها !.. إنها قصة التميز الأولى فلا تنساها رعاك الله .. فلا تنساها رعاك الله ..

المصدر:

قصص متميزة ابراهيم بوبشيت

موسوعة القصص الواقعية

والله لأقضي حياتي كلها في الدعوة
عرض التفاصيل
لازلت أذكر أحد شيوخ الدين الذين قمنا بإجراء عملية له ، وعندما رفعنا الضمادة عن عينه نظر فيمن حوله وبدأ يبصر كل من كان يحيط به وقام يشكر الله ويحمد الله وسجد سجود شكر لله . رغم أننا والأطباء كنا قد حذرناه من مغبة نتائج السجود في الساعات الأولى بعد العملية إلا انه لم يترك السجود .. وقال: عهد علي لله سبحانه وتعالى أمامكم جميعاً أن أقضي ما تبقى من حياتي في تدريس القرآن وتعليمه لوجه الله ولن أقبل شيء لن أقبل المال أو الهدايا أو أي مقابل نتيجة لتدريسي للقرآن الكريم وحاولنا إثنائه عما يعزم عليه فلربما احتاج للمال ، ولكن الرجل أصر على ذلك نسأل الله سبحانه وتعالى له التوفيق . أيضا نقوم بعمل برامج دعوية للمسلمين, قبل إزالة الضمادة عنهم حيث يأتي بعض المشائخ ويكلمونهم باللغة المحلية يذكرونهم بنعمة الله سبحانه وتعالى علينا ويذكرونهم بالواجب واجبنا نحو الله سبحانه وتعالى بدون أن نفرض عليهم رأينا أو نفرض عليهم توجهنا أو غيره .. ومثل ما ذكرت سابقا هذا كان سبباً في دخول العشرات من غير المسلمين لدين الله عن طريق المخيم. بعضهم لا يسلم مباشرة ولكن نتفاجأ أنه بعد فترة يأتي ليعلن إسلامه لله الفضل والمنة .

المصدر:

د : عبد الرحمن السميط

 موسوعة القصص الواقعية 

من أعجب الدعاة المعاصرين
عرض التفاصيل
أحد المشرفين على مكتاب الجاليات ذكر هذه القصة : مهندس الكترونيات نقلنا كفالته على مكتب الجاليات .. لقد ازداد نشاط الرجل .. لقد ازداد خيره .. بدأ يتحمس للدين أعظم مما كان يتحمّس .. نفتخر بأنَّ هدايتنا عشر أو عشرون سنة !!.. وآخر يفتخر بأنه داعية إلى سنوات كذا !!.. وآخر إمام مسجد خدمته في المسجد ثلاثون سنة !!.. وآخر ، وآخر ، وآخر !.. يقول الشيخ : نقلنا كفالته على مكتب الجاليات .. لقد ازداد نشاط الرجل .. نقول إنه لا ينام الليل ؛ ولا يرتاح في النهار .. يتجوَّل على القرى والهجر .. والله لا نكلفه بذلك بل هو الذي يذهب .. لقد زوّجنا بعض الرجال المهتدين من بعض النساء المهتديات ..فلله الحمد .. ذهب إلى الفلبين .. عاد إلينا وقال : لقد فتحت مدرسة إسلامية ..ولله الحمد .. لقد ذهب بعض الدعاة من الدمام فرأوها ورأوا نشاطها .. رجلٌ هنا بهذه البلاد ويشرف عليها هناك .. ثم تأمل .. تأمل .. لم ندخل في العجائب في هذه القصة بعد .. ما رأينا شيء !.. ما سمعنا شيء !.. حدّثت بهذه القصة في أحد المناطق فجاءني أحد المشايخ وقال : هذا ..لقد جاءنا هنا ، وأحضرنا له ثلاثمئة فلبيني ألقى عليهم محاضرة مدة ساعتين .. مدة ساعتين .. ما انتهى إلا وثلاثة يدخلون في الإسلام .. ما انتهى إلا وثلاثة يدخلون في الإسلام .. ثم العجب .. ثم العجب .. ندخل في العجب في هذه القصة .. حتى ندرك الصبر على طاعة الله وعلى الدعوة إلى الله تعالى .. أصيب بمرض السرطان .. فلا إله إلا الله .. بدأ معه في أصبع من أصابع الرجل .. قرر الأطباء عندنا بالمملكة لا بدَّ من قطعه .. وافق على ذلك .. قُطع الأصبع .. تتوقعون أخذ إجازة ؟! .. لا ..ما أخذ إجازة .. يعمل .. وبعده فترة وجيزة انتشر مرض السرطان في رجله كلها .. قرر الأطباء عندنا بالمملكة قطع الرجل .. لقد وافق الرجُل على ذلك .. أصبح برجل ثالثة .. إنها عصا يتكأ عليها .. يسافر إلى الفلبين .. يذهب ولم تعيقه هذه الرجل عن الدعوة إلى الله .. فأين المتشاغلون بالزوجات ؟!.. أين المتشاغلون بالوظائف ؟!.. أين المتشاغلون بمزارع وحيوانات وأمور عن تقديم دعوة الله ؟!.. يقول الشيخ : قُطعت رجله ولم يتغير نشاطه .. لم يتغير نشاطه بل يسافر إلى الفلبين ويرجع مرة أخرى .. ونحن نقول له : خلاص استرح لأولادك .. استرح في بلادك .. قال : لا .. أرضكم هذه خصبة .. الذين يأتونكم هؤلاء من سنوات لقد تأثروا وقلوبهم لينة ؛ أما الذين هناك فلا ..فلا ..فلا .. ثم بدأت أحواله تزداد دعوةً ونشاطاً وحيوية وقوة .. فلا إله إلا الله .. ما أعظم الذين يقدمون لدين الله .. فأين هممنا الفاترة ؟!.. وأين نشاطنا الفاتر عن نصرة دين الله ؟!.. لئنَّ الدين يحتاج لرجال ينصروه .. نعم ..ليحتاج لرجال ينصرونه ..

المصدر:

من كتاب قصص متميزة للشيخ إبراهيم بو بشيت

 موسوعة القصص الواقعية

همة عجيبة في الدعوة إلى الله
عرض التفاصيل
داعية مسلم شهير في مدينة (ميونخ ) الألمانية وعند مدخل المدينة توجد لوحة كبيرة مكتوب عليها أنت لا تعرف إطارات يوكوهاما . فنصب هذا الداعية لوحة كبيرة بجانب هذه اللوحة وكتب عليها أنت لا تعرف الإسلام إن أردت معرفته اتصل بنا على هاتف كذا وكذا . وانهالت عليه اتصالات من الألمان من كل حدب وصوب حتى أسلم على يديه قرابة سنة واحدة ألف ألماني مابين رجل وامرأة وأقام مسجداً ومركزاً إسلامياً وداراً للتعليم فالبشرية حائرة وهي بحاجة ماسة إلى الإسلام .
المصدر :
مجلة الرسالة العدد (26) .
موسوعة القصص الواقعية

يقوم في الليلة الواحدة بخمسة أجزاء
عرض التفاصيل
شاب نحيل الجسم ، كثير الحياء ، قليل الكلام ، همه الإسلام والعمل للدين .. لم يتجاوز السابعة والعشرين لكنه ذو رأي وقول سديد .. موفق والتوفيق بيد الله .. يقول أحد الشباب : رافقته مراراً في رحلات دعوية .. كم أصابنا فيها من التعب والإرهاق والمشقة والعناء , ومع هذا رأيت منه عجب العجاب .. كان صاحب قيام ليل وليس بأي قيام .. بل قيام طويل تتعب منه الأقدام .. أحبتي كثير هم الذين يقومون لكن أين قيام من قيام .. من وقف دقيقة ليس كمن وقف ساعة .. يقول الشاب عن صاحب ذلك الجسم النحيل كان يقوم في الليلة الواحدة بخمسة أجزاء من القرآن.. كان يقوم في الليلة الواحدة بخمسة أجزاء من القرآن وما تخلف عن ذلك ليلة واحدة مهما كانت الظروف ومهما كانت الأحوال .. قلت : هكذا هم الصادقون .. قال تعالى ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) هكذا هم الصادقون .. وقال عز وجل ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون ) ..

المصدر:

من شريط : ( توبة صادقة )

موسوعة القصص الواقعية

من عجائب الصالحين في المسجد النبوي
عرض التفاصيل
إليك أخي الحبيب هذه النماذج لأناس عاشوا في هذا الزمن وقضوا أيامهم في عبادة الله تعالى من صلاة وحج وعمرة وصدقات.. وغيرها من الأعمال الصالحات يرجون ثواب الله ويخافون عقابه نحسبهم كذلك والله حسيبهم. ومع ما هم فيه من خير إلا أنهم لم يتركوا الكسب الحلال الطيب ولم يكونوا عالة على غيرهم وإنما جمعوا بين خيري الدنيا والآخرة، فليكونوا لنا قدوة. وليُعلم أن هذه الأمة لا يزال فيها خير كثير والحمد لله، فهلم بنا أخي نستعرض حياة هؤلاء الصالحين. فأول هؤلاء الصالحين رجل من اليمن يقال له: أبو يحيى اليمني. هذا الرجل له أكثر من أربعة عشر سنة وهو يدخل الحرم من الساعة الثالثة والنصف فجراً ( يعني: أول ما يفتح الحرم ) إلى بعد صلاة العشاء. يكثر في هذا الوقت من الصلاة والذكر وقراءة القرآن والاستغفار. وكان كثير الصيام؛ ففي شعبان ومحرم لا يفطر إلا يوماً أو يومين، ويصوم الإثنين والخميس والأيام البيض. كل شهر يذهب لمكة للعمرة وكل سنة يحج. سألته في يوم من الأيام: هل تذكر في يوم أن فاتتك الصلاة؟ قال: والله ما أذكر فاتتني الصلاة. يقول لي: كنت أشتغل وآتي بالراتب كاملاً لوالدي وأعطيه إياه وأنا متزوج ووالدي يقوم بإخراج مبلغ من المال ويصرف عليّ به. قلت له: لماذا؟ قال: ليشعر أنه هو الذي له الفضل علي وليس أنا الذي لي الفضل عليه. وكان هذا الرجل قليل الأكل؛ ففي الصباح يأكل خبزة مع فول وشاي، ولا يأكل بعدها شيئاً حتى العشاء، ويكون العشاء خبزاً وإيدام فقط. قلت له: لماذا؟ قال لي: كثرة الأكل تُذهب الخشوع وتثقل الإنسان عن الطاعات. هذا إذا كان مفطراً، وقليل جداً ما أجده مفطراً. وأما الرجل الثاني فهو من تونس يقال له: أبو محمد التونسي. قدم إلى المملكة قبل قرابة سبعة وعشرين سنة، ومن ذلك الوقت لا يفوته فرض في الحرم بل كل جنازة يصلي عليها في الحرم ويتبعها. الثالث: أبو الحسن . من أكبر تجار المدينة المنورة. برنامجه اليومي: يأتي إلى الحرم قبل صلاة الفجر بساعة، ويجلس حتى الإشراق، ثم يذهب ويأتي للحرم في الساعة الحادية عشرة ويجلس إلى صلاة الظهر، ثم يذهب ويأتي قبل صلاة العصر بنصف ساعة، ويخرج في العصر ساعة واحدة ثم يعود للحرم ويجلس إلى بعد صلاة العشاء. وعندما أراه أذكر قوله تعالى: (( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه ))[النور:37] . الرابع: أبو عبد الرحمن. رجل في الخمسينات، يقول لأحد زملائي في يوم من الأيام: والله ما أذكر فاتتني الصلاة إلا صلاة الفجر في عام 1417هـ كنا قادمين من سفر ومتعبين، فاستيقظت بعد أن انتهى الإمام من الصلاة، فحزنت حزناً شديداً. مع العلم أنه يصحو بدون منبه. وهذا رجل من جيراننا في تبوك تعجبتُ منه كثيراً، رجل ليس بطالب علم ولكنه أفضل مني ومن أمثالي بكثير. هذا الرجل فيه محافظة على الصلاة عجيبة؛ فلقد حاولت مراراً أن أسبقه إلى المسجد ولكنني أفشل، فأحياناً آتي إلى المسجد قبل الأذان بعشر دقائق لأسبقه فأجده أمامي في المسجد، وآتي قبل الأذان بربع ساعة فأجده أمامي في المسجد. فعلمت فيما بعد أن هذا الرجل يخرج من البيت قبل الأذان بنصف ساعة، وأحياناً بأربعين دقيقة ويذهب للمسجد، فإذا لم يجده مفتوحاً يقف أمام المسجد ينتظر عامل النظافة. مع العلم أن في مسجدنا عدد كبير من طلاب العلم ولكنهم لم يستطيعوا منافسة هذا الرجل في مداومته على التبكير. * الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله تعالى: رجل عابد كثير الذكر، ففي اليوم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثلاثة آلاف صلاة، وأما في يوم الجمعة وليلتها فأكثر من عشرة آلاف مرة. ( قاله في أحد الدروس ) . وكان يصلي في اليوم أكثر من مائة ركعة تطوعاً. وجميع الفرائض يصليها في الحرم، مع العلم أن بيته ليس بقريب من الحرم، وفي الصف الأول ويؤتى به في عربية لا يستطيع المشي، وأما في الصلاة فلا يصلي إلا واقفاً. وأما في المحافظة على الوقت فأعجب ما رأيت هو الشيخ محمد المختار الشنقيطي، فلقد قابلت الشيخ في يوم من الأيام وكنت أريد سؤاله واستشارته في بعض الأمور. فقال لي الشيخ: استعجل بسرعة بدون مقدمات، فالدقائق محسوبة. فحدثت الشيخ في جميع المواضيع وأجاب عليها جميعاً وكرر علي قوله: "الدقائق محسوبة" قرابة خمس مرات . مع العلم أن الوقت الذي قضيته مع الشيخ قرابة ثلاث دقائق فقط. فلا أدري هل أتعجب من محافظة الشيخ على الوقت أم من بركة الله لهذا الرجل، فلقد أجاب على جميع الاستشارات والفتاوى في ثلاث دقائق إجابة وافية شافية. ولقد حدثني الأخ ( أبو بكر ) شقيق الشيخ محمد وقال لي: والله لا أجد وقتاً أكلم الشيخ وأتحدث معه إلا في الوقت الذي ما بين خروجه من الدرس في الحرم إلى البيت في السيارة، ويقول لي أيضاً في هذا الوقت: اعطني كل ما عندك باختصار وبسرعة. مع أنني أختصر بعض كلامي فأقول: يا شيخ هل تريد أسرع من هذا، والله ما أستطيع. وقال لي أيضاً: الشيخ محمد آية من آيات الله في المحافظة على الوقت وفي البر وفي الجلد في طلب العلم، وفي الأدب مع الناس منذ أن كان صغيراً. نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.

المصدر:

موسوعة القصص الواقعية

مواقف وذكريات مع كبار العلماء
عرض التفاصيل
* الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمة الله: لقد كان سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله مُحباً للخير، وعطوفاً على الجميع، ابتسامته مشرقة، وجبهته مضيئة من أثر الطاعة والعمل الصالح.. يبدأ التسجيل وأنفاس سماحته رحمه الله ودقّات قلبه كلها ذكر وتسبيح وتحميد لله عز وجل ، فأقوم بترتيب الأسئلة لبرنامج :" نور على الدرب" فيقول سماحته: توكلوا على الله. فنسجل حلقة من برنامج " نور على الدرب" نعرض فيها جملة من الأسئلة في العقيدة، والحديث، والفقه، وهذه الأسئلة تكون قد وجهت باسم الشيخ وكان يجيب عليها بعلمه الواسع وسعة صدره ، مستحضراً الأدلة من الكتاب والسنة. وكان في كل جواب استشهاد بأية كريمة أو حديث شريف أو حكمة خالدة، فكان رحمه الله لا يكل ولا يمل من أجل الدعوة ،ومن أجل تبصير الناس بأمور دينهم، ونشر عقيدة التوحيد، والدعوة إلى الله بحكمة وبصيرة فرحمة الله رحمة الأبرار. * الشيخ صالح بن غصون رحمه الله: لقد كان الشيخ رحمه الله أنموذجاً فريداً في محافظته على المواعيد ودقته. وانفراد الشيخ بطريقته المحبوبة لدى كثير من مستمعيه؛ حيث يبدأ إجابة كل سؤال بحمد الله . فكان الشيخ يتحدث للمتعلم وغير المتعلم، وكان للشيخ وقار وهيبة؛ وقار عندما يتحد ، وهيبة عندما ينصح ويوجه. وكان عطوفاً على الفقراء والمحتاجين والمعوزين، وكان يوصي أحد أبنائه الصالحين بتوزيع الأرزاق عليهم، وكان يشفع لمن طلب منه الشفاعة ، وقد كتب معي أكثر من مرة رحمه الله رحمة الأبرار ورفع درجته في المهتدين . في أحد الأيام وبعد صلاة المغرب كان لي موعد مع فضيلته، وعند منزله وجدت أحد الشباب ينتظر الشيخ، وصل الشيخ وسلم علينا واستأذنته بالدخول، فدخلت، وأخبرت الشيخ بأن الشاب ينتظر عند الباب، فقلت له: هل لديك موعد معه يا شيخ؟ فقال: لا ولكن طلب مني ورقة شفاعة في توظيفه وخطابه جاهز. فنادى أحد أبنائه ليعطيه الخطاب فقال: ما أوصافه يا أبا خالد؟ قلت: عليه ولا سيما الصالحين فقال: الحمد لله. * الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: إن الله عز وجل أكرم الشيخ رحمه الله ومنحه قدرة على التحمل والصبر من أجل تبليغ الدعوة، فكان لا يمل ولا يكل أثناء التسجيل؛ فكان يسجل من التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً، وكان حريصاً على إيقاف التسجيل فور سماعه الأذان، وكان يردد مع المؤذن جمل الأذان ويدعو بالدعاء المشروع بعد الأذان، ثم نقوم لأداء صلاة الظهر ونعود لمواصلة التسجيل بعد صلاة العصر. ثم بعد المغرب يستأنف الشيخ درسه في المسجد وحتى بعد صلاة العشاء. وكان سماحته يحرص على الذهاب إلى المسجد ماشياً على قدميه آخذا ًبالسنة، وكان يحرص أثناء التسجيل على تلطيف الجو وذلك بتناول الشاي والقهوة من زمزميات توضع حولنا. من المواقف أنني طلبت منه ذات مرة أن أوصله بسيارتي إلى المسجد فاعتذر الشيخ قائلاً: سأمشي على قدمي يا أبا خالد.

المصدر:

الكاتب: محمد الجهني.

موسوعة القصص الواقعية

أمثلة ونماذج من عبادة الصحابة والسلف والعلماء
عرض التفاصيل
يقول أحد السلف : صليت أربعين سنة والله ما صليت خلف ظهر إنسان قط إلا الإمام . - بلال ـ رضي الله عنه ـ لمّا رآه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الجنة سأله ما هو أرجى عمل عملته ؟ فقال بلال : ما توضأتُ وضوء إلا صليت ما كُتب لي . - قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للصحابة يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة ثلاث مرات ، ويخرج الرجل نفسه ، فتبعه عبد الله بن عمر رضي الله عنه وهو شاب صغير ، فجلس عنده ثلاث ليالي ، يقول عبد الله : ما رأيت عنده شيء يختلف عن الصحابة فسألته : قلت له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهد لك ثلاث مرات بالجنة ، ما السر في ذلك ؟ فقال له الرجل : أننـي ما نمتُ ليلة وفي قلبي غلٌ على بشر . - الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كان يجلس بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، فسُئل عن ذلك لا يتركها أبداً ؟ فقال : هذه غَدْوتي لو تركتها لخارت قواي . - كنا ذات يوم عند الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ قبل آذان الجمعة فلمّا أذن الجمعة وضِع الشاي والشيخ قد انتصف كأسه ، فلما سمِع الله أكبر وضع الكأس وقال : الصلاة الصلاة بعد الصلاة إن شاء الله .. وقد عُرف عن الشيخ أنه كان خلف الإمام في كل صلاة . - كنا مع طلاب الشيخ محمد بن عثيمين فسألتهم : كم ينام الشيخ ؟ قالوا : حسبنا بالدقائق كم ينام الشيخ ؛ بل كم يضع رأسه على الوسادة .. ( من ثلاث ساعات ونصف إلى أربع ساعات فقط ، والباقي دروس وقراءة القرآن وزيارة لتلاميذه وللمسئولين ) . - يقول أحد الإخوة : دخلتُ على الشيخ محمد بن عثيمين وهو في مستشفى التخصصي قبل وفاته .. وطلبتُ منه أن يُسامح المسلمين ، فسامحهم إلا استثناء ، فقلتُ له يا شيخ حتى هذا الاستثناء سامحهم فسامحهم الشيخ .

المصدر:

من شريط

: وكانوا لنا عابدين .. ( 2 ) أ.د. ناصر بن سليمان العمر

موسوعة القصص الواقعية 

أين أنت من هذا الشاب ؟
عرض التفاصيل
ذكر هذه القصة الشيخ : عبد المحسن بن عبد الرحمن في كُتيب ( من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي إن شاء الله ) شاب عمره أربعة عشر عاما تقريبا .. وجهه يشعُّ بنور الإيمان ولا نزكيه على الله ... إذا دخلت عليه يقابلك بابتسامة تُحِسُّ فيها بالصدق , تشعر عندما تراه برحمه تخالع قلبك ورأفة تود أن تترجمها إلى دمعة تذرفها من عينك .. ولكن ما أن تجلس معه قليلاً حتى تحقر نفسك .. نشيط في الدعوة إلى الله قدر ما يستطيع ، حفِظ تسعة أجزاء من القرآن خلال سنة هي عمره على طريق الهداية .. سألته ذات مرة ما الهم الذي تحمله ؟ قال لي : همي أن يهتدي الناس وأن يدخلني ربي الجنة برحمته . بقي أن تعرف أيها الحبيب أن هذا الشاب مصاب بشلل رباعي نتيجة حادث قبل خمس سنوات . فيا صحيح الجسم : هل تحمل أنت نفس همَّ هذا الشاب الذي لا يستطيع تحريك أي عضو من جسمه سوى رأسه ؟ لا تنسوا هذا الشاب من صالح دعائكم وكاتب القصة وجميع المسلمين .

المصدر:

موسوعة القصص الواقعية

همَّةٌ فوق السحاب
عرض التفاصيل
ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه .. غلام صغير من الأصحاب .. لكن همته كانت فوق السحاب .. كان يأتي إلى النبي عليه السلام .. وهو غلام .. فيُقرِّب له وَضوءه وحاجته .. فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يكافئه يوماً .. فقال له : سلني يا ربيعة .. فسكت ربيعة قليلاً .. ثم قال : أسألك مرافقتك في الجنة .. فقال صلى الله عليه وسلم : أوَ غير ذلك ؟ قال : هو ذاك .. فقال عليه السلام : فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود .. رواه مسلم .. فكان ربيعة على صِغَر سنه لا يُرى إلا مصلياً أو ساجداً .. لم يُفوِّت من عمره ساعة .. ولم يُفقَد في صلاة جماعة .. 

المصدر :

شريط / على قمم الجبال. د. محمد العريفي

موسوعة القصص الواقعية

هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس
عرض التفاصيل
دخلنا تلك القرية.. إنه لا يوجد بها أي معلم من معالم الحضارة .. قرية وهجرة بسيطة في بنائها وشكلها وهيئتها .. بدأنا نرتفع مع الأرض حيث ارتفعت .. قصدنا مسجد القرية .. ذهبنا عنده .. وصلنا إلى ذلكم المكان ، وإلى ذلكم المسجد ؛ وإذا بنا تبدأ معنا القصة .. عندما وصلنا إلى المسجد وجدنا عند بابه حجراً كبيراً ومربوط به حبل .. _ لا إله إلا الله _ .. ما قصة هذا الحبل ؟!.. لقد وصلنا إلى الطرف الأول في هذه القصة .. نعم .. لقد وصلنا إلى الطرف الأول .. بدأنا نسير مع هذا الحبل يرتفع بنا حيث ترتفع الأرض ، فإنها منطقة لم تأتيها حضارة مناطقنا .. إنَّ هذا الحبل بدأ يأخذنا بين أشجار .. سرنا بالسيارة تقريباً ما يزيد على نحو ست دقائق .. _ سبحان الله _ .. بدأنا نصل إلى نهاية الحبل .. نعم .. لقد بدأنا نصل إلى الطرف الآخر .. ما سرّ النهاية ! .. يا ترى ما هي النهاية !.. إلى ماذا يحملنا هذا الحبل ، وإلى من سوف يوصلنا هذا الحبل ، وما هو الخبر وراء هذا الحبل !.. إنه حبل ممدود على الأرض .. حبل ممدود على الأرض .. عندما وصلنا إلى نهاية الحبل ، وجدنا بيتاً مكوناً من غرفة ودورة مياه .. وإذا بالبيت نجد رجلاً كبيراً في السن ؛ كفيف البصر ؛ بلغ من العمر ما يزيد على 85 عاماً .. إنه يا ترى من !.. إنه العم عابد .. سألناه : قلت له : يا عم عابد ..يا عم عابد .. أخبرنا ما سر هذا الحبل ؟!. ما سرّ هذا الحبل ؟!.. اسمعوا الجواب .. اسمعوا الجواب .. فإنه _ ولله _ .. لنداء أخرجه .. لأصحاب الأربعين ، والخمسين ، والستين ، والثمانين .. نداء أخرجه .. للأصحاء ؛ للمبصرين لمن أنعم الله عليهم بالخيرات ، والفضائل ، والكرامات .. إنه نداء .. لقد قال العم عابد كلمة تؤثر في كل قلبٍ مؤمن .. قال : يا ولدي .. يا ولدي .. هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد .. هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد .. إنني أمسك به ، أخرج من بيتي قبل الأذان ، ثم أمسك بهذا الحبل حتى أصل إلى المسجد ، ثم بعد الصلاة وخروج الناس أخرج آخر رجل من المسجد ، ثم أمسك بالحبل مرة أخرى حتى أعود إلى بيتي ليس لي قائد يقودني .. يده لقد أصبحت بجميع الصفات التي نحكم عليها من جراء أثر الحبل عليها .. إنه رجل .. نوَّر الله قلبه بالإيمان .. قصد طاعة الله .. أراد الصلاة .. أراد الصلاة .. قصدها ؛ فصدق الله فيه { نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ } .. فأين ..الذين حرموا أنفسهم من المساجد !.. أين ..أولئك الكسالى !.. أين ..أصحاب السيارات والخيرات والكرامات الذين امتنعوا عن حضور الصلوات الخمس في المسجد !.. إنه رجل بلغ به هذا السن .. إنه بلغ هذا السن ؛ كفيف البصر ؛ ضعيف البناء في حالة لو رأيتموها لتعجبتم والله .. ولكن يقول : هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد .. وقرية قرب مدينة القنفذة .. نعم رجلين كفيفي البصر أيضاً جيران ربطوا لهم حبل ؛ لماذا يا ترى هذا الحبل ؟! إنه من أجل حضور الصلوات الخمس في المسجد .. مات الأول ..ولا يزال الحبل موجوداً .. ومات الثاني .. ولا يزال الحبل شاهداً لهم .. لا يزال الحبل شاهداً لهم على ورودهم للمساجد .. فأين ..أولئك الرجال الذين تكاسلوا عن حضور الصلوات الخمس !.. أين ..الذين هجروا صلاة الفجر !.. لماذا لم يحرك قلوبنا قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ) .. بأمثال هؤلاء صدق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله ) .. وذكر منهم ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) .. لله درّ الشيرازي عندما قال كلمة رائعة .. قال كلمة رائعة : إذا سمعتم حيّ على الصلاة ؛ ولم تجدوني في الصف الأول ؛ فإنما أنا في المقبرة .. فإنما أنا في المقبرة .. أين منا من حرص على براءة نفسه من النار !.. أين منا من حرص على براءة نفسه من النفاق !.. ألم نسمع حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم .. جاء عند الإمام الترمذي عن أنس وحسّنه الألباني قال:قال صلى الله عليه وسلم : ( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة ..) .. اسمعوا يا من تصلون منفردين ، ويا من تفوتكم تكبيرة إحرام في كل يوم .. ( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) .. من منا من سلم من النفاق ونحن نقرأ حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم : ( أربعٌ من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة واحدة كانت فيه خصلة من خصال النفاق : إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وأذا أؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر ) .. من منا لم يكذب ! .. من منا من إذا اختلف مع أخيه لم يرتفع صوته ولم يعتلي شجاره !.. من إذا واعد لم يخلف ذلكم المواعيد !.. من منا أدّى الأمانة ولم يتعامل بالرشوة ولم يتعامل بغيرها !.. أين براءة أنفسنا من النفاق ؟!.. أين أنتم يا من قرع قلوبكم نور الوحي .. كان السلف إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام عزوّا أنفسهم ثلاثة أيام .. وإذا فاتتهم الجماعة عزوَّا أنفسهم سبعة أيام كما في " تحفة الأحوذي ".. يقول القاري معلقاً : وكأنهم ما فاتتهم الجمعة ولو فاتتهم صلاة الجمعة عزوَّا أنفسهم سبعيـن يوماً .. سبعيـن يوماً .. سبعين يوماً .. يقول الإمام وكيع ابن الجرّاح عن الإمام العظيم سليمان بن مهران الأعمش : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .. لم تفته التكبيرة الأولى .. وكان يحيى القطَّان يلتمس الجدار حتى يصل إلى المسجد وهو يقول : الصف الأول ..الصف الأول ..الصف الأول .. المساجد هي التي ربَّت الرجال .. المساجد هي التي أخرجت الأبطال .. المساجد هي التي علمتنا وثقفتنا .. فأين البطَّالون ..

المصدر:

من كتاب قصص متميزة للشيخ إبراهيم بو بشيت

موسوعة القصص الواقعية 

قصص من شريط الرجـل الألـف
عرض التفاصيل
للشيخ/ إبراهيم الدويش القصة الأولـى لما قصد عمرو بن العاص مصر لفتحها كانت معه قوات تبلغ ( 3500 ) رجل ، فكتب إلى عمر بن الخطاب يستمده ، فأشفق عمر مِنْ قلة عدد قوات عمرو بن العاص ، فأرسل ( 4000 ) رجل عليهم من الصحابة الكبار : الزبير بن العوام ، والمقداد بن الأسود ، وعبادة بن الصامت ، ومسلمة بن مخلد ، وقال آخرون خارجة بن حذافة هو الرابع ، وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص إني أمدتُّك بــ ( 4000 ) على كل ألف منهم رجل مقام ألف . القصة الثانية هذا شاب أصابه الشلل الرباعي عافانا الله وإياكم بعد حادث تعرض له فأصبح أسير الفراش في أحد المستشفيات ولسنوات ومع ذلك فكل من زاره تعجب من همِّه ومن همَّةِ نفسه العالية ومن حُرقـتِه على الدين حتى أنـه أسلم على يديه عدد كبير من العاملين والأطباء في المستشفى من الرجال والنساء ، وقد جعل ما تـحت سريره مستودعـاً لكراتين الكُـتيبات والأشرطة وبعدد من اللغات فلا يدخل عليه أحدٌ إلاَّ ويخرج بشريطٍ وكـتاب بحسب لغته . القصة الثالثة رجلٌ كان هندوسياً فأسلم ، تعلم الإسلام واللغة الأوردية بحكم أنها لغة المسلمين في بلده الهند ، عندما عاد إلى بلده قُوبِلَ بالطرد من قِبَلِ أبيه الذي كان يعمل كاهناً لمعبدٍ وثني ، لذا نجده يقول تعرضت للضرب بيد أبي وأعوانه فهاجرتُ ليلاً من قريتي إلى قريةٍ أخرى فيها مسلمون ولجأتُ إلى مسجدها ومكثتُ فيه ، ثم انتقلتُ إلى قريةٍ أخرى فيها ما يُقارب خمسون منزلاً كلهم مسلمون بالإسم فقط ، لدرجة أنهم قد مانعوا من فتح المسجد المُغلق خشية خروج الأرواح الشريرة كما يزعمون وتحت إصرار مني قمتُ بفتح باب المسجد ونظافـته ورفع الأذان ، فلما رأوا الحقيقة دخلوا المسجد ، فشرعت في تعليمهم مبادئ الإسلام والصلاة ، والآن قام بإنشاء مركز إسلامي كبير يتكون من مدرسةٍ ومسجد بجهوده الذاتيه يوم أن كان مُجرد عاملٍ في إحدى المؤسسات . القصة الرابعة حدثني بهذا الموقف أحد الثقات يقول : اتصلت بي إحدى الأخوات تطلب عناوين للمراسلة الدعوية ، وكانت باستمرار تطلب مني كميات كثيرة من الكتب والمطويات وبعدد من اللغات ، كان يصلني منها كل أسبوعٍ عشرات الرسائـل مجهزة للإرسال ، يقول : تعجبت من همَّتها واستمرارها وعدم انقطاعها من هذا العمل لسنوات .. يقول : ومع الأيام اكتشفتُ أمراً عجيباً ، اكتشفتُ أنَّ هذه المرأة صاحبة الهمَّةِ والنشاط امرأةٌ بدون أطراف ولا تستطيع أن تـتحرك ، فهي تُحْمَلُ وتُـنزَّل من على سريرها ، وذلك من آثار حادث حريقٍ تعرضت له ، وإذا بها قد استقدمت خادمتين فأحسنت تعليمهما على هذا المشروع وبتوجيهاتها من على فراشها وسريرها تنطلق مئات الرسائـل لكل مكان في العالم في الشهر ، كانت تشعر بالسرور وهي تقرأ الردود بالتأثر والهداية بعد الضلال . فماذا لو علم أصحاب الردود أنَّ سبب إنقاذهم ودلالتهم على الخير وهدايتهم هي امرأةٌ مُقعدة لا تستطيع نفعاً حتى لنفسها . القصة الخامسة وهذه إحدى الأخوات بذلت جهوداً كبيرة ومُغنية لفتح مدرسةٍ خلف منزلها ، داراً لتحفيظ كتاب الله تعالى في فترة المساء ، تيسر لها ذلك بعد جهدٍ كبير لكن هناك عقبات كبيرة ، من هي المديرة ؟ من هنَّ المعلمات ؟ أين المعلمات ؟ أين هي الميزانية ؟ كثيرٌ من الاحتياجات لكنها لم تيأس ، فبحثت وسألت حتى وجدت ما أرادت ، بل أنها أدخلت ابنتيها الصغيرتين اللتين في المرحلة المتوسطة للتدريس ، وكُلُّ ذلك دون أجرٍ مادِّي ، وبعد ذلك أعلنت عن افـتتاح الدار وأخبرت الجيران والأقارب وغيرهم من أهل بلدتها عن افـتتاح الدار ، ثمَّ سعت بنفسها في تنظيم الدروس واللقـاءات لهذه الدار حتى أصبحت الآن من أنشط الدُور في بلدها .

المصدر:

إبراهيم الدويش

موسوعة القصص الواقعية

الطفل الذي يحب الصومال
عرض التفاصيل
غلام صغير جاء لمناسبة عائلية يحمل بين يديه علبة حليب فارغة وقد كتب عليها :تبرعوا لإخوانكم المسلمين .. أخذ يدور بها على الرجال فرداً فرداً فلما انتهى نقلها إلى النساء. فلما سألته من أين لك هذه الفكرة ؟ ذكر أن أستاذه تكلم عن أطفال الصومال الجائعين وما يجب لهم علينا كمسلمين . قلت : أين نحن من التفكير في أحوال الفقراء والمساكين ؟

المصدر:

من كتاب قصص من الأشرطة

موسوعة القصص الواقعية

الوقت الضائع
عرض التفاصيل
طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على ما يرام ... وعندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى ... رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب لأجله راحه . حملته وذهبت .. لقد كان المنتظرون كثيرين .. ربما نتأخر أكثر من ساعة .. أخذت رقماً للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الانتظار . وجوه كثيرة مختلفة .. فيهم الصغير وفيهم الكبير .. الصمت يخيم على الجميع .. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الأخوة . أجلت طرفي في الحاضرين .. البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر .. وآخر يتابع نظرات الجميع .. والكثير تحس على وجوههم القلق والملل من الانتظار . يقطع السكون الطويل .. صوت المُنادي .. برقم كذا .. الفرحة على وجه المُنادى عليه .. يسير بخطوات سريعة .. ثم يعود الصمت للجميع . لفت نظري شاب في مقتبل العمر .. لا يعنيه أي شيء حوله .. لقد كان معه مصحف جيب صغير .. يقرأ فيه .. لايرفع طرفه .. نظرت إليه ولم أفكر في حالة كثيراً .. لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت . ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل . بل انتظار ممل . أذن المؤذن لصلاة المغرب .. ذهبنا للصلاة . في مصلى المستشفى .. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف .. وبعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته . وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقاً وهي أيام وليالٍ تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أونندم . قال إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت . وأخبرني أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل .. بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل والتوتر .. وأضاف محدثي قائلاً .. إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة والنصف . وسألني ... متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن ؟ تأملت .. كم من الأوقات تذهب سدى ؟! وكم لحظة في حياتك تمر ولا تحسب لها حساب ؟! بل كم من شهر يمر عليك ولا تقرأ القرآن ؟! أجلت ناظري .. وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي .. فماذا أنتظر ؟ قطع تفكيري صوت المنُادي .. ذهبت إلى الطبيب . أريد أن أحقق شيئاً الآن . بعد أن خرجت من المستشفى .. أسرعتُ إلى المكتبة .. اشتريتُ مصحفاً صغيراً .. قررتُ أن أحافظ على وقتي .. فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي . كم من شخص سيفعل ذلك .. وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك ؟

المصدر:

موسوعة القصص الواقعية

وبشر الصابرين
عرض التفاصيل
كي وتعترض على الأقدار بل صبرت ورضيت بقضاء الله سبحانه وقدره وقالت كلمات تهز القلب وتبكي العيون ,كلمات من فتاة في عمر الزهور ,كلمات حب هو أعظم حب من قلب مخلص صادق مؤمن عرف الله فأحبه فأحبه الله،كلمات من فتاة ابتلاها الله سبحانه بمرض خطير وهي في عمر العشرين –فالحمد لله - ,فأحببت أن أتكلم معها عسى أن أصبرها في مرضها وأقف معها في محنتها ,فقلت لها بلسان الإنسان الجاهل "لماذا ؟ .".... وكأن الأقدار بيدي أو بيدها ،نسيت أن الأمر كله لله سبحانه فأستغفر الله على ذنبي ،فوصفت لي مرضها ,فأهتز كياني حزنا ألما عليها استمرت بالكلام فقالت "الحمد لله , أن الله إذا أحب أحد ابتلاه ,الحمد لله ,الله يحبني يريد أن يكفر عني سيئاتي الحمد لله راضية أنا بحكم الله …"ومضت تتكلم كلمات وجدت فيها أنها هي التي تصبرني لا أنا ,هي التي تعلمني الرضا بقضاء الله وقدره ,كلمات لم تعرف السخط والاعتراض على الله سبحانه ,كلمات كلها شكر وصبر وأيمان ويقين, فيا الله تلك هي القلوب المؤمنة التي تستقبل قضاء الله فرحة مستبشرة ,لم ترى في مرضها فراق الحياة والأم المرض ,لم ترى فيه ضياع الفرحة في الدنيا بل رأت فيه نعمة عظيمة ميزها الله سبحانه بها عن غيرها هي نعمة تكفير الذنوب يريد الله لها الجنة ,ففهمت ما جهلته أنا وما يجهله كثير منا ,عرفت الله فأحببته حبا صادقا فجعل في قلبها نورا لفتاة في عمر العشرين ذلك العمر الذي يلهو به العديد من الفتيات وينسوا به الله وتجدهم ساخطات غاضبات وهن في كامل عافيتهم وصحتهم أما هي أحبت الله منذ صغرها فالتزمت بحجابها وجلبابها وصلاتها واليوم أتى موعد الامتحان بابتلاء من الله سبحانه ,فنجحت نجاحا لا يكون إلا لمؤمن صابر صادق يملئ قلبه اليقين ,فتذكرت عندها أن الأيمان هو صبر وشكر ,صبر على طاعة الله بفعلها وصبر عن معصية الله والمحرمات بالبعد عنها وصبر على قضاء الله وابتلاءه , أما الشكر فشكر لله سبحانه على نعمه التي لا تحصى ,فالإنسان أما أن يبتلى فيصبر وأما أن يرزقه الله نعمة فيشكر , أما هي فلم تصبر على قضاء الله سبحانه وابتلاءه فحسب بل شكرته سبحانه على الابتلاء فكان الأيمان كله في الابتلاء صبر وشكر نعم الأيمان كله,أحقا ... أحقا إنها تشكر الله على الابتلاء وغيرها يزيد الله في نعمه عليه كل يوم وتجده ساخطا معترضا على حكم الله ؟؟!! أحقا أنها تشكر الله على الابتلاء وغيرها ينعم الله عليه فتجده يضيع دينه كفرا وجحودا فيا أسفا !! ومضت تكمل كلمات تسطر بها نورا من نورها الذي أنعم الله سبحانه به عليها قالت " وأنا في المستشفى قمت بأحياء ليلة القدر ,كنت أزور كل غرفة فأقرأ عليهم القرآن وأفسر لهم ما أقرأ والقي درسا وأدع معهم وهكذا في كل غرفة وكنت أواسي المرضى وأساعدهم ,واخفف عنهم الحمد لله ... " ومضت تحدثني وأنا ما بين فرح وحزين فقالت "الحمد لله الذي يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته هناك من هم في مصيبة أعظم من مصيبتي " ومضت تشكي إهمال الممرضات للمرضى بكلمات تهز قلب كل إنسان على ضياع الضمير في قلوب من ,في قلوب ملائكة الرحمة بل في قلوب لا تعرف الله قلوب ماتت ضمائرها فنسيت الأمانة ونسيت يوم تقف بين يدي الله فتسأل, نسيت يوم القصاص يوم ترد الحقوق لأهلها ويقتص للشاة التي ليس لها قرون من الشاة التي لها قرون نسوا الله فأنساهم أنفسهم ,فاللهم عليك بالظالمين , فتوقعت منها أن تدع عليهم فدعت ولكن ماذا قالت.. قالت "اللهم أهدهم" نعم تلك هي القلوب المؤمنة المبصرة بنور ربها لا تعرف الحقد حتى على من ظلمها .." فسبحان الله سبحان الله … " واقتربت لحظة الوداع فقالت لي " أدع الله سبحانه لي فأنا بحاجة للدعاء , فلقد تعذبت كثيرا …" نعم تعذبت من أبر تغز بيدها كل يوم مرات ومرات لتأخذ عينات الدم منها وأخرى لتزودها بالدم, تعذبت بجسم ما عاد فيه إلا عظام تكسوها جلدة لحم ,تعذبت من الأم المرض وأي مرض , وتعذبت وتعذبت ... فما سخطت وما قالت إلا الحمد لله الحمد لله فهنيئا لك أختاه …هنيئا لك أن صبرت وكتبت عند الله من الصابرين هنيئا لك حينها بحب الله سبحانه .. قال تعالى " وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"(البقرة: من الآية249) وقال سبحانه "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ" (آل عمران: من الآية146) هنيئا لك حينها بصلوات الله ورحمته ..قال تعالى "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (البقرة:155- 157) هنيئا لك حينها بسلام الملائكة عليك .. فال تعالى " وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار"ِ(الرعد) هنيئا لك حينها الجنة التي حفت بالمكاره يقول شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله عن المعنى اللطيف في هذا الحديث "حفت الجنة بالمكاره علمنا أنه لا طريق للجنة إلا عبر المكاره لانه قال حفت من جميع الجهات فإذا ما ركبت المكاره لا تدخل الجنة " فلا يمكن دخول الجنة الا باختراق المكاره ولا يمكن اختراقها إلا بالصبر ,الجنة التي لا يلاقها الا الذين صبروا ولا يلاقاها إلا ذو حظ عظيم .. قال تعالى "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت:35) هنيئا لك حينها لأنك رضيت بحكم الله تعالى .."لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ" (البلد:4) وأخيرا أختاه أقول لك أن الله جعل مع كل عسر يسرين..قال تعالى "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح 5-6) فالله سبحانه جعل اليسر مع العسر وليس بعده والله لا يخلف الميعاد أشتدي يا أزمة تنفرجي قد أذن ليلك بالبلج ولا تشك إلا للملك القدوس الذي بيده كل شيء اصبري صبرا ..قال تعالى "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ"(يوسف: من الآية86) وأرضي بقضاء الله سبحانه فأن قضاء الله نافذ..قال تعالى "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" (الحديد:22) وتذكري أن الناس يبتلون على حسب دينهم وعلى حسب صبرهم وأن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. ولا تنسي دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار "حسبي الله ونعم الوكيل" وأدع الله سبحانه فهو خير الراحمين . اللهم يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت اللهم نسألك وأنت أرحم الراحمين الثبات والصبر لأختنا والشفاء لها ولكل مبتلى من المسلمين اللهم يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما تريد أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا أمين.. أمين وصلاة الله وسلامه على خير المرسلين حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. قال تعالى: " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد: من الآية16 )" وقال تعالى " سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى "(الأعلى:13) " صدق الله العظيم اللهم أهدنا وتقبل منا واغفر زلاتنا انك أنت الغفور الرحيم وصلى اللهم وبارك على حبيبنا محمد خير المرسلين القائل للأمة السوداء لما مرضت بالصرع و جاءت تشتكي له صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أُصرع وإني أتكشف فادعُ الله لي، قال : (( إن شئتِ صبرتي ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيكِ)) فقالت: أصبر ولكن ادع الله لي ألا أتكشف. فدعا لها فكانت تصرع ولا تتكشف. ( متفق عليه ) .

المصدر:

نــايف أحمـد الأردن

( موسوعة القصص  الواقعية )