إعلان
تعظيم الخالق
أهداف
تفرعات
نصوص
176
2508
0
لذة العبادة
أهداف
تفرعات
نصوص
26
2576
0
محبة النبي
أهداف
تفرعات
نصوص
35
1925
0
القرآن منهج حياة
أهداف
تفرعات
نصوص
139
3679
0
استثمار التاريخ
أهداف
تفرعات
نصوص
93
1695
1
تزكية النفوس
أهداف
تفرعات
نصوص
5
455
0
أعمال القلوب
أهداف
تفرعات
نصوص
68
393
0
الذوق الإسلامي
أهداف
تفرعات
نصوص
15
1356
0
الأوراد والأذكار
أهداف
تفرعات
نصوص
10
207
0
مكارم الأخلاق
أهداف
تفرعات
نصوص
63
3987
4295
مفاتيح العلوم
أهداف
تفرعات
نصوص
17
1192
0
التربية والتعليم
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الذكاء والموهبة
أهداف
تفرعات
نصوص
99
827
0
دورات تدريبية
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
صحة الإنسان
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الوظائف والمهن
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
عرض الشواهد النصية
| 1 | 2 | 3 | 4 |
شريف بركات الجودي-من الأشراف ذوي جودا لله(الجوادا)-من شعراء القرن العاشر،وأوائل القرن الحادي عشر،فهو من أشراف مكة الذين يقولون الشعر عن سليقة لا أثر للتكلف فيها،وإن وصيته لابنه مالك الآتية في هذه القطعة الشعرية الرائعة،وصية أب مشفق،ترمى بجانبها كل الوصايا والعلوم التربوية التي أتعب علماء النفس والتربة أنفسهم في تدوينها،وهكذا يرى الآباء أبنائهم، وإلا فيا ضيعة الأبناء
قال في قصيدته التي يوصي ابنه مالك فيها:




يَا اللهْ يَا اللي كُل الأُمّاتْ تَرْجيكْ=يَا واحِدٍ مَا خــابْ حيٍّ تَرَجَّاكْ
يا ربَّ عَبْدٍ مَا مَشَى في مَعَاصيكْ=وَ لا يَمْشَى إلاّ في مَحَبَّتْكْ وِ رْضاكْ
يَا مَرْقِبٍ بِالصُّبْحْ ظلَّيتْ ابَادِيكْ=مَا َواحِدٍ قَبْلي خـــَبَرْتُهْ تَعَلاَّكْ
وَلِّيتْ يَاذَا الدَّهْرْ مَا اكْثَرْ بَلاوِيكْ=اللهْ يِزَوِّدْنَا الســـَّلامهْ مِنَ اتْلاَكْ
يا الِّلي عَلَى العُرْبَانْ عمَّتْ شَكَاوِيكْ=وَلِّيتْ يَادَهْر الشَّـقا وَلْ مَقْواكْ
وَاليومْ هَا اْلكانُونْ غَادٍ شَبَابِيكْ=تَلْعَبْ بَهَ الأرْيَاحْ مِنْ كُلَِ شِبِّـــاكْ
يا مالِك اسْمعْ جَابتِي يُوم أَوصِّيكْ=وَاعرفْ تَرى يَابوكْ بآمُرْك وَانْهــاكْ
وصَيّةٍ مِنْ والدٍ طَامِـــعٍ فيكْ=تَسْبِقْ عَلَى السّـــاقَهْ لِسَانُهْ لعَلْيَاكْ
أُوصِيكْ بالتقوى عسى اللهْ يهديكْ=لَهَا وَتِدْرِكْهــا بتوفيقْ مـــولاكْ
اللهْ برَب أَجْدَادَكْ الغُرّ يَعْطيكْ=مَرْضاتِهْ مَعْ مَا تَمَنَّى مِنَ اَمْنَــــاكْ
إحْفَظْ دَبَشْكْ اللِّي عَنِ الناسْ مِغْنيكْ=اللِّي لِـيـا بانَ الْخلَلْ فِيكْ يَرْفَاكْ
وِاعْرِفْ تَرَا مكَّهْ وَلاَهَـا بنَاخِيـكْ=لَوْ تطلبهْ خَمسَهْ مَلاَلِيمْ مَعْطَـاكْ
إِجْعلْ دُرُوب الْمرْجَلَه مِنْ مَعَانِيـكْ=واحْذَر تِمَيِّلْ عَنْ دَرَجْهَا بمَرْقَـاكْ
لاتِنْسَدِحْ عَنْهَا وَتَبْغيني اعْطيــكْ=جَمِيعْ مَا يَكْفِيكْ مَا حَاصِلٍ ذَاكْ
أَدِّبْ وَلَدْكْ إن كَانْ تَبْغيه يَشْفِيـكْ=وِنْ ضَاقَتْ امُّهْ لاَتِخَلِّيهْ يَــالاكْ
إِمَّا سَمَجْ وَاسْتَسْمَجَكْ عِنْدَ شَانِيكْ=وِيَفِرّْ منْ فِعْلَهْ صَدِيقَكْ وَشَرْوَاكْ
وَلاَّ بَعَدْ جَهْلُهْ تَرَاهُو بِيَاذِيـــكْ=لَوْ زِعْلَتْ امُّه لاَتَخَلِّيْـهْ يالاَكْ
واحْذَرْ تِضَيِّع كُلّ مَنْ هُو ذَخَرْ فِيكْ=مَعْرُوفْ لاَتَنْساهْ وَاوْفِهْ بِعِرْفَاكْ
تَرى الصَّنَايِعْ بَيْنَ الاْجْوَادْ تَشْريـكْ=إِلْيَا طِمِعْتْ ابْغَرْسَهَا لاَ تَعَدَّاكْ
وَاحْذَرْ سُرُورْ ابْغَبَّةَ البَحْر يَرْميـكْ=ولاَعِنْدُهْ افْلَسْ مِنْ تَشَكِّيكْ وِابْكَاكْ
وَاوْفِ الرِّجالْ احْقُوقَهَا قَبْلَ تُوفِيكْ=لاَ تُوفِه بِالْقَولْ فَالْحقّ يَقْفَـــاكْ
وَهَرْجَ النَّمِيمَهْ والْقَفَا لاَ يَجِي فِيك=وِايَّـاكْ عرضْ الغَافِلْ ايَّاك إِيَّـاكْ
تَبْدِي حدِيث لَلْمَلاَ فيهِ تَشْكِيـكْ=وِتْهِيمْ عِنْد النَّاسْ بِالْكِذْبْ واشْراكْ
وَاليَانَوَيتْ احْذَرْ تِعَلِّمْ بَطَاريــكْ=كمْ واحِدٍ تَبْغِي بَـهَ العِرْفْ وَاغْوَاكْ
وَاحْذَرْ شَماتَةْ صاحِبٍ لَكْ مِصَافيكْ=وِلْيا جرى لَكْ جارِيٍ قالْ لَوْلاكْ
وَ لا تَحْسَبَنّ اللهْ قُطُوعٍ يِخَلّيــكْ=وَ لاَ تَفْرحْ اِنَّ اللهْ على الخَلْقْ بدَّاكْ
الضَّيف قدِّمْ لُهْ هَلاَ حينْ يَلْفِيــكْ=ومِمَّا تِطُولُهْ يَا فَتَى الْجُودْ – يُمْنَاكْ
إِحْذرْ تْلَقِّى الضَّيف مِقْرِنْ عَلابِيـكْ=خَلَّهْ مِحِبٍّ لِكْ صَدِيق إذا جَــاكْ
وَاوْصِيكْ زَلاتْ الصَّدِيقْ إِنْ عَثَا فيكْ=ماَ زَالْ يغَطَّاهَا الشَّعَرْ فَاحْتمِلْ ذَاكْ
رَاعِهْ وَلوْ مَا شُفْته إَنُّـهْ يَرَاعِيكْ=عَساكْ تِكْسِرْ نِـيَّـتَهْ عنْ مَعَادَاكْ
وَاحْذَرْ عَدُوّكْ لوْ ظَهَرْ بِي يصَافِيكْ=خَلَّكْ نَبِيهْ و رَاقِـبُهْ وينْ مَاجَاكْ
لاَ تَأْمَـنُهْ واطْلُبْ منَ اللهْ يَنَجِّيـكْ=ويكْفيكْ ربَّكْ شرّْ ذُولاَ وِ ذُولاَكْ
شُفْني أَنَا يابُوكْ بآمُرْكْ و انْهِيــكْ=عَن التَّعرُّضْ بَين الاثنَـين حَذْرَاكْ
إذا حَضَرتْ اطْلاَبَةٍ معَ شَرَابَـيـكْ=إسْعى لُهُمْ بالصُّـلْحْ وَاللاَّشْ يِفْدَاكْ
إبْذِلْ لُهُمْ بَالطِّيبْ رَبّكْ يِنَجِّيـكْ=وَلاَ تِجْضَعْ الْمِيزَانْ مَعْ ذَا وَلاَ ذَاكْ
أمَّا الشَّهَادهْ فَادِّهَا إنْ دَعُوا فيـكْ=بَيِّنْ عَمُودْ الدِّينْ لاَ عِمْيتْ ارْيَاكْ
بَالَكْ تِمَاشِي واحِدٍ لَكْ يِرَدِّيـكْ=طَالِعْ بَنِي جِنْسَكْ وَفَكِّرْ بِممْشَـاكْ
رابِعْ أصِيلٍ في زَمانَكْ يشَاكيـكْ=لاَ شَافْ خملاتَكْ عنِ الناسْ غَطَّـاكْ
وَ احْذِرْكْ عنْ طَرْدْ المِقَفِّي حذَاريكْ=علَيك بِالْمِقْبِلْ وَاتْرُكْ اللِّي تَعَدَّاكْ
ثمَّ الْعَـن الشيْطانْ لَيَّاهْ يِغْوِيــكْ=تَرَى انْ تبِعْتُهْ لِلشّـرَابِيكْ ودّاكْ
واوصِيكْ لاَ تَشْكِي عَلَيناَ بلاَوِيكْ=إنتَه سَّبَبْ طَرْفَكْ اعْيُونَكْ بِيُمنَاكْ
واعرِفْ تَرا اللِّي واطَي الفِعْرْ وَاطِيكْ=وَلاَ انَتْ أعزْ امْنَ الجمَاعهْ هَذُولاَكْ
ألْمَسْكْ يَا رَاسِي مِنَ الذُّلْ واخْطِيكْ=وَاحذَرْ تَكَلَّمْ يَا لِسَانِي حــذَارَاكْ
والْطُفْ بِجَيرانَكْ وَقُمْ دُونْ عانِيكْ=وافُطَنْ لِما يَعْنِيكْ عنْ ربعةَ اَخْواكْ
يَا ذِيـبْ وِانْ جَتْكَ الْغَنَمْ فِي مَفَالِيكْ=فَاكْمُنْ إلَيـنْ إنَّ الرّّعَايَا تَعَـدَّاكْ
اللي مَضًى يَاذِيبْ تَفْرِسْ بَيَادِيــكْ=وَاليومْ جَا ذِيبٍ عنِ الفَرْسْ عَدَّاكْ
يَا ذِيبْ عَاهِدْنِي وَاعَاهِدْكْ مَرْمِيـكْ=مَرْمِيكْ أنَا يا ذِيبْ لَوْ زَانْ مَرْمَاكْ
وَالنَّفْسْ خَالِفْ رَأْيَهَا قَبلْ تَرمِيـكْ=تَرى لهَا الشَّيْطانْ يَرْمِي بِالاهْلاَكْ
وَمِنْ بَعْدِ ذا لاَ تَصْحَبَ النَّذْلْ يَعْدِيكْ=وَعَنْ صُحْبَةَ الأنْذالْ حَاشَاكْ حاشاكْ
تَرَا الْعَشِيرَ النَّذْلْ يَخْلِفْ طَوَارِيـكْ=وانَا اَرْجِيَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ آبَاكْ
والْهَقْوَةَ اَنَّكْ مَا تَجِي دُونْ اَهَالِيكْ=ولا ظُنّْ عُودَ الوَرْدْ يُثمِرْ بتُـنْبَـاكْ
والحُرّْ مِثْلَكْ يَسْتَحِي يَصْحَبْ الدِّيكْ=وإنْ صَاحَبُهْ عَاعَا معَاعَاةَ الاَدْيــاكْ
لاَ تَسْتَمِعْ قَول الطّرَفْ يَومْ يَلْقِيـكْ=بَالْكِذْبْ يقْضِي حاجَتُهْ كُلّْ مَا جَاكْ
مَنْ نَمَّ لَكْ نَمّْ ابْكْ ما فِيهْ تَشْكِيكْ=واليَاهْ قَدْ زَرَّى رَفِيقَــكْ وَ زَرَّاكْ
عِندكْ حَكَى فِينَا وَعِنْدِي حكَى فيكْ=واَصْبَحْت كَارِهْنَا وَحِنَّا كِرهنَـاكْ
مَا اَ خْطَاكْ ما صابك وَلوْ كانْ رَامِيكْ=وَاللِّي يَصِيبَكْ لَوْ تَتَقَّيتْ مَا أخطاك
مير اسْتَمِعْ منِّي عَسَى اللهْ يَهْدِيـكْ=النُّصح يَا مَالِكْ لَكَ اللهْ مَـولاَكْ
عِنْدِي مَظِنَّـهْ مَا تمثّلتها فِيكْ=واطلُبْ لَكَ التَّوفِيقْ مِن عِنْدْ مَولاَكْ
عرض التفاصيل

أشعار في النساء:
(1) يقول عبدة بن الطبيب:
فان تسألوني بالنساء فإنني عليمٌ بأدواء النساء طبيبُ
إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله فليس له في وِدهن نصيبُ
يردْنَ ثراءَ المال حيث علمنه وشرخ الشباب عندهنَّ عجيبُ
عرض التفاصيل

(2) ويقول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه:
وتوق من غدر النساء خيانةً فجميعهنَّ مكايدٌ لك تُنصبُ
لا تأمن الأنثى زمانك كلَّه يومًا ولو حلفت يمينًا تكذِبُ
عرض التفاصيل

(3) وقال أحد الشعراء:
إن النساء شياطينٌ خُلقن لنا نعوذ بالله من كيد الشياطينِ
فهنَّ أهل البَلِيَّات التي ظهرت بين البرايا في الدنيا وفي الدِّين
عرض التفاصيل

(4) وقال آخر:
إن النساء رياحين خُلقن لنا وكلكم يشتهي شمّ الرياحينِ
عرض التفاصيل

(5) وقال أحد الشعراء عن امرأة:
فهي شيطانٌ إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهي ملاك
عرض التفاصيل

(6) وقال شاعر:
إن النساء هم الخيول بعينهم فاختر لنفسك ما تحب وتعشقا
وخذ الأصيلة إن بُليتَ وكن بها بطلاً شجاعًا فارسًا لا تُلتقى
واحفظ زمام عنانها من غدرها واحذر تصدِّق أنها لك تعشقا
واسمع كلامي إنني ذو خلطة دُرتُ البلاد فقلما ذي تُلتقى
عرض التفاصيل

(7) وقال غيره:
هي الضِّلع العوجاء لست تُقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارُها
وتجمع ضعفًا واقتدارًا على الفتى وهذا عجيبٌ: ضعفها واقتدارُها
عرض التفاصيل

(8) وقال آخر:
إن النساء كأشجار نبتن معًا منهن مُرٌّ وبعض المرِّ مأكولُ
إن النساء ولو صوِّرن من ذهب فيهن من هفوات الجهل تمحيلُ
إن النساء متى ينهين عن خُلق فإنه واجب لا بد مفعول
فما وعدنَكَ من شرّ وفين به وما وعدنك من خير فممحولُ
عرض التفاصيل

وفي العصر الأموي عرفت قصائد خاصة فقط في الرثاء، لكن جرير شد في مرثية زوجته فختمها بهجاء أعدائه في قصيدته التي يقول فيها:
لولا الحياء لهجاني استعبارُ
ولزرت قبرك والحبيب يزار
عرض التفاصيل

وفي العصر العباسي كثر رثاء الزوجات، وأشهر زوج رثا زوجته مسلم بن الوليد فبعد دفنه لزوجته لاحظ أصحابه شدة ألمه واستسلامه لأحزانه، فأرادوا حمله على الشراب، حتى يتسل بالخمر عن مصابه فرد عليهم بقوله:
بكاء وكأس كيف يتفقان
سبيلاهما في القلب مختلفان
دعاني إفراط البكاء فإنني
أرى اليوم فيه غير ما تريان
غدت والثرى أولى بها من وليها
إلى منزل ناء بعينيك دان
وكيف بدفع اليأس والوجد بعدها
وسهماهما في القلب يعتلجان
عرض التفاصيل

وهذا وزير الواثق والمعتصم محمد بن عبد الملك يقول أبياتاً في رثاء زوجته يصور فيها حال ولده وقد تركته طفلاً صغيراً، ويبين كيف يواري حزنه بدموعه، وهي من أروع ما رثيت به الزوجات فيقول:
ألا من رأى الطفل المفارق أمه
بعيد الكرى عيناه تبتدران
رأى كل أم وابنها غير أمه
يبيتان تحت الليل ينتجيان
وبات وحيداً في الفراش تحثه
بلابل قلب دائم الخفقان
فلا تلحياني إن بكيت فإنما
أداوي بهذا الدمع ما تريان
وإن مكاناً في الثرى حظ لحده
لمن كان في قلبي بكل مكان
أحق مكان بالزيارة والهوى
فهل أنتما إن عجت منتظران
ترى في هذه الأبيات لوعة حقيقية، لوعة الزوج الوامق العاشق الذي يكاد يموت حسرة وأسى على زوجته، وعظم الحزن والشجن في نفسه فيحن إليها ويحن إلى جسدها وروحها، وما يزال يختلف إلى قبرها ولكن ماذا بوسعه أن يفعل، إنها ذهبت إلى الأبدولم يعد له منها إلا الدموع الغزيرة يسكبها لذكراها، والآلام والأشجان.
عرض التفاصيل

وللشريف الرضي أبيات يرثي فيها زوجته بلوعة وحزن فيقول:
ذكرتك ذكرة لا ذاهل
ولا نازع قلبه والجنان
أعاود منك عداد السليم
فيا دين قلبي ماذا يدان
فيا أثر الحب إني بقيت
وقد بان فمن أحب العيان
وقالوا تسل بأترابها
فأين الشباب وأين الزمان
عرض التفاصيل

وللطغراني أكثر من خمسة قصائد في رثاء زوجته وكلها تدل على شديد حرقته ومنها قوله:
إن ساغ بعدك لي ماء على ظمأ
فلها تجرعت غير الصابر والصبر
وإن نظرت من الدنيا إلى حسن
منذ غبت عني فلا متعت بالنظر
عرض التفاصيل

وفي مصر نقرأ شعراً للمعلي الطائي يرثي فيه زوجته وصف وهو مرثية طويلة تمتاز بالعاطفة الصادقة والشعور العميق بالحزن ومنها قوله:
يا موت ما بقيت لي أحداً
لما زققت إلى البلا وصفاً
أسكنتها في قعر مظلمة
بيتاً يصابح تربه السقفا
بيتاً إذا ما زاره أحد
عصفت به أيدي البلى عصفاً
يا قبر ابق على محاسنها
فلقد حويت النور والظرفا
وفي الأندلس يرثي شاعر زوجته فيقول:
ولما أن حللت الترب قلنا
لقد ضلت مواقعها النجوم
ألا يا زهرة ذبلت سريعاً
أضنى المزن أم ركد النسيم
عرض التفاصيل

وهكذا استمر رثاء الزوجات شعراً عبر كل العصور، ومن أبرز الذين رثوا زوجاتهم في العصر الحديث محمود سامي البارودي، الذي رثى زوجته بقصيدة تعد أطول قصيدة رثيت تبها امرأة في الأدب، فقد بلغت أبياتها سبعة وستين بيتاً، وهي لا تمتاز بطولها عن غيرها فحسب بل تمتاز بتعبيرها عن أحزان البارودي ونفسه المحطمة أصدق تعبير، فقد كان منفياً في جزيرة سرنديب يوم ورد إليه نعيها، فقد كانت زوجته زهرة حديقته التي كان يفوح شذاها في روضته فيئن لفراقها ويبكي وينوح، لأنه كان يظن أنها ستكون أول من يلقاه في وطنه بعد طول غيبته وأول من يضمه إلى صدره ويدفنه بحرارة شوقه، فكانت الفجيعة وحرقة الحزن التي اشتعلت في قلبه فقال:
لا لوعتي تدع الفؤاد ولا يدي
تقوى على رد الحبيب الفادي
يا دهر فيم فجعتني بحليلة..؟
كانت خلاصة عدتي وعتادي
إن كنت لم ترحم ضناي لبعدها
أفلا رحمت من الأسى أولادي
يبكين من وسله فاق حفية
كانت لهن كثيرة الإسعاد
فخددهن من الدموع ندية
وقلوبهن من الهموم صوادي
عرض التفاصيل

ومن الشعراء المحدثين الذين رثوا زوجاتهم في ديوان كامل (عزيز أباظة) و(عبد الرحمن صدقي) و(محمد رجب البيومي) فعزيز أباظة الذي صعق الحزن قلبه وسعر فؤاده فسكب الدموع وسرعان ما تحولت الدموع إلى ديوان شعر سماه (أنات حائرة) وهي أنات نفس سعدت بالحياة الزوجية ثم ردت إلى جحيم الفراق وهو فراق أبوي، فمن قصيدته (يوم ميلادي) التي يقول في مطلعها:
أقول والقلب في أضلاعه شرق
بالدمع لا عدت لي يا يوم ميلادي
نزلت بي ودخيل الحزن يعصف بي
وفادح البث ما ينفك معتادي
فقدتها خلة للنفس كافية
تكاد تقني غناء الماء والزاد
تحنو على وترعاني وتبسط لي
في غمرة الرأي الناصح الهادي
عرض التفاصيل

أما عبد الرحمن صدقي فيسمي ديوانه (من وحي المرأة) فلم تكن هذه المرأة شريكة حياته فحسب، بل كانت شريكة عقله ودرسه وقلبه فاعتصر الحزن قلبه عليها فجاء ديوانه مليئاً بالألم والعذاب حمل يوماً إلى قبرها باقة زهر فقال:
أي زهرتي في الترب بين المقابر
إليك حملت الزهر شاهت أزهاري
حملت إليك الزهر ترويه أدمعي
وتذوبه أنفاسي وحر زوافري
قدمت عليك اليوم أسوأ مقدم
سواد بأثوابي سواد بخاطري
على قبرك المرموق أبكي وأرتمي
وأجأر بالشكوى تشق مرائي
عرض التفاصيل

وشاعرنا محمد رجب البيومي تراه في ديوانه (حصاد الدمع) يذكر ذكرياته مع زوجته وطبائعها وأخلاقها، ويسرد ذكرياته المؤلمة ورحلتها مع المرض وسفرها معه وكيف عاد إلى أولاده دونها فيقول على لسان أولاده
يقولون ماما كلما عنّ مشكل
وأولى بهم أن يسكتوا لو تعقلوا
يصيحون هلا قد ذهبت تعيدها
كأني برد الراحلين موكل
يقولون ماما من يلوم مقالهم
وقد غاب عنهم وجهها المتهلل
عرض التفاصيل

وهكذاً كل قصائد ديوانه تؤكد لوعة فراقه ومدى مأساته واختلاج شوقه لزوجته وقال في أبيات معبراً عن نار وجده وضنى فراقه:
رفيقه دربي كيف أقطعه وحدي
وما لي من حول وما بي من جهد
أراه طويلاً لا تني عثراته
تعرقل من خطوي وتلثم من حدي
عرض التفاصيل