إعلان
تعظيم الخالق
أهداف
تفرعات
نصوص
176
2508
0
لذة العبادة
أهداف
تفرعات
نصوص
26
2576
0
محبة النبي
أهداف
تفرعات
نصوص
35
1925
0
القرآن منهج حياة
أهداف
تفرعات
نصوص
139
3679
0
استثمار التاريخ
أهداف
تفرعات
نصوص
93
1695
1
تزكية النفوس
أهداف
تفرعات
نصوص
5
455
0
أعمال القلوب
أهداف
تفرعات
نصوص
68
393
0
الذوق الإسلامي
أهداف
تفرعات
نصوص
15
1356
0
الأوراد والأذكار
أهداف
تفرعات
نصوص
10
207
0
مكارم الأخلاق
أهداف
تفرعات
نصوص
63
3987
4295
مفاتيح العلوم
أهداف
تفرعات
نصوص
17
1192
0
التربية والتعليم
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الذكاء والموهبة
أهداف
تفرعات
نصوص
99
827
0
دورات تدريبية
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
صحة الإنسان
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
الوظائف والمهن
أهداف
تفرعات
نصوص
0
0
0
شجرة الأهداف الرئيسية
شجرة الأهداف الفرعية
مكارم الأخلاق » أصحاب الحاجات » الجنائز والعزاء
{ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُون * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُون * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِين * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِين * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِين } [الزُّمَر:54] [الزُّمَر:55] [الزُّمَر:56] [الزُّمَر:57] [الزُّمَر:58]
عرض التفاصيل
معاني الآيات :

{ وأنيبوا إلى ربكم } : أي ارجعوا إليه بالإِيمان والطاعة .

{ وأسلموا له } : أي أخلصوا له أعمالكم .

{ واتبعوا أحسن من أنزل إليكم من : أي القرآن الكريم فأحلوا حلاله وحرموا حرامه .

ربكم } { أن تقول نفس يا حسرتى } : أي نفس الكافر والمجرم يا حسرتي أي ندامتي .

{ على ما فرطت في جنب الله } : أي في جانب حق الله فلم أطعه كما أطاعه غيري .

{ وإن كنت لمن الساخرين } : أي المستهزئين بدين الله تعالى وعباده المؤمنين .

{ لو أن لي كرة فأكون من : أي لو أن لي رجعة إلى الدنيا فأكون إذاً من المحسنين } المؤمنين الذين أحسنوا القصد والعمل .

شرح الآيات :

وقوله تعالى : { وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم ثم لا تنصرون } أي أيها المذنبون المسرفون أنيبوا غلى ربكم أي ارجعوا إلى طاعته بفعل المأمور وترك المنهي وأسلموا له أي أخلصوا أعمالكم ظاهراً وباطناً مبادرين بذلك حلول العذاب قبل أن يحل بكم ثم لا تنصرون أي لا تقدرون على منعه منكم ولا دفعه عنكم . { واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم } في هذا القرآن العظيم فامتثلوا الأمر واجتنبوا النهي وخذوا بالعزائم واتركوا الرخص مبادرين بذلك أيضا حلول العذاب قبل أن يحل بكم بغتة أي فجأة وأنتم لا تشعرون به ، بادروا بالتوبة والإِنابة والإِسلام الصادق ظرفاً تقول فيه النفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله أي يا حسرتي يا ندامتى الحاملة لي الغم والحزن احضري هذا وقت حضورك على تفريطي في جانب حق الله تعالى حيث ما عبدته حق عبادته فلا ذكرته ولا شكرت له { وإن كنت لمن الساخرين } أي المستهزئين بدينه وعباده المؤمنين يا له من اعتراف يودي بصاحبه في سواء الجحيم ، بادروا يا عباد الله هذا وذاك { أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة } أي رجعة إلى الحياة الدنيا { فأكون من المحسنين } أي المؤمنين الذين أحسنوا النية والقصد والعمل .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون } [البقرة:254]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ أنفقوا مما رزقناكم } : النفقة الواجبة وهي الزكاة ، ونفقة التطوع المستحبة .

{ لا بيع فيه } : لا يشتري أحد نفسه بمال يدفعه فداءً لنفسه من العذاب .

{ ولا خُلة } : أي صداقة تنفع صاحبها .

{ ولا شَفاعة } : تقبل إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى .

{ والكافرون } : بمنع الزكاة والحقوق الواجبة لله تعالى ولعباده هم الظالمون .

شرح الآيات :

أما الآية الثانية ( 254 ) فقد نادى الله تعالى عباده المؤمنين وأمرهم بالإنفاق في سبيل اله تقربّاً إليه وتزوداً للقائه قبل يوم القيامة حيث لا فداء ببيع وشراء ، ولا صداقة تجدي ولا شفاعة تنفع ، والكافرون بنعم الله وشرائعه هم الظالمون المستوجبون للعذاب والحرمان والخسران .

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون * وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون } [المنافقون:9] [المنافقون:10] [المنافقون:11]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :
{ لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم } : أي لا تشغلكم .
{ عن ذكر الله } : كالصلاة والحج وقراءة القرآن وذكر الله بالقلب واللسان .
{ ومن يفعل ذلك فاولئك هم : أي ومن أَلهته أمواله وأولاده عن أداء الفرائض فترك الصلاة أو الخسرون } الحج وغيرهما من الفرائض فقد خسر ثواب الآخرة .
{ وأنفقوا مما رزقكم الله } : أي النفقة الواجبة كالزكاة وفي الجهاد والمستحبة .
{ لولا أخرتني } : أي هلا أخرتني يطلب التأخير ولا يقبل منه .
{ فأصّدق وأكن من الصالحين } : أي حتى أزكى وأحد وأكثر من النوافل والأعمال الصالحة .
شرح الآيات :
قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا } نادى تعالى المؤمنين لينصح لهم أن لا تكون حالهم كحال المنافقين الذين تقدم في السياق تأديبهم فقال لهم يا من آمنتم بالله ورسوله : لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم أي لا تشغلكم عن ذكر الله بأداء فرائضه واجتناب نواهيه والإكثار من طاعته والتقرب إليه بأنواع القرب . ثم خوفهم نصحاً لهم بقوله : { ومن يفعل ذلك } أي بأن ألهته أمواله وأولاده عن عبادة الله فأولئك البعداء هم الخاسرون يوم القيامة بحرمانهم من الجنة ونعيمها ووجودهم في دار العذاب لا أهل لهم فيها ولا ولد . وبالغ عز وجل في إرشادهم فقال : { وأنفقوا مما رزقناكم } مبادرين الأجل فإنكم لا تدرون متى تموتون . من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول متمنياً طالباً حاثاً في طلبه . ربّ أي يا رب لولا أخرتني إلى أجل قريب أي إلى قوت قريب من هذا فأصدق بمالي ، وأكن من الصالحين فأحج وأتقرب إليك يا رب بما تحب من أنواع القربات والطاعات ولكن لا ينفعه التمني ولا الطلب والدعاء ، لأن حكم الله الأزلي أنه تعالى لن يؤخر نفساً أي نفس إذ جاء أجلها أي إذا حضر وقت وفاتها وقوله تعالى : { والله خبير بما تعملون } يحث المؤمنين على إصلاح أعمالهم والتزويد لآخرتهم بإعلامهم بأنه مطلع على أعمالهم خبير بها .

{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون } [المؤمنون:99] [المؤمنون:100]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ جاء أحدهم الموت } : أي رأى علاماته ورآه .

{ برزخ } : أي حاجز يمنع وهو مدة الحياة الدنيا ، وإن عاد بالبعث فلا عما يقبل .

شرح الآيات :

وقوله تعالى : { حتى إذا جاء أحدهم الموت } أي إذا حضر أحد أولئك المشركين الموت أي رأى ملك الموت وأعوانه وقد حضروا لقبض روحه { قال رب ارجعون } أي أخروا موتي كي أعمل صالحاً فيما تركت العمل فيه بالصلاح ، وفيما ضيعت من واجبات قال تعالى رداً عليه { كلا } أي لا رجوع أبداً ، { إنها كلمة هو قائلها } لا فائدة منها ولا نفع فيها ، { ومن ورائهم برزخ } أي حاجز مانع من العودة إلى الحياة وهو أيام الدنيا كلها حتى إذا انقضت عادوا إلى الحياة ، ولكن ليست حياة عمل وإصلاح ولكنها حياة حساب وجزاء هذا معنى قوله : { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } .

{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد} [ق:19]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ وجاءت سكرة الموت بالحق } : أي غمرة الموت وشدته بالحق من أمر الآخرة حتى يراه المنكر لها عيانا .

{ ذلك ما كنت منه تحيد } : أي ذلك الموت الذي كنت تهرب منه وتفرغ .

شرح الآيات :

وقوله تعالى { وجاءت سكرة الموت بالحق } أي وإن طالب العمر فلا بد من الموت وها هي ذي قد جاءت سكرة الموت أي غمرته وشدته بالحق من أمر الآخرة حتى يراه المنكر للبعث والدار الآخرة المكذب به يراه عياناً . { ذلك ما كنت منه تحيد } أي يقال له هذا الموت الذي كنت منه تحيد أي تهرب وتفزع .

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور } [آل عمران:185]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ ذائقة الموت } : أي ذائقة موت جسدها أما هي فانها لا تموت .
{ توفون } : تعطون جزاء أعمالكم خيراً أو شراً وافية لا نقص فيها .
{ زحزح } : نجّي وأبعد .
{ فاز } : نجا من مرهوبه وهو النار ، وظفر بمرغوبه وهو الجنة .
{ متاع الغرور } : المتاع كل ما يستمتع به ، والغرور : الخداع ، فشبهت الدنيا بمتاع خادع غارٍّ صاحبه ، لا يلبث أن يضمحل ويذهب .
شرح الآيات :
ما زال السياق في تعزية الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقد جاء في الآية السابقة تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما آلمه من تكذيب اليهود والمشركين له ، وفي هذه الآية تسلية وعزاء ، إذا أخبر تعالى فيها فأن كل نفس مهما علت أو سفلت ذائقة الموت لا محالة ، وإن الدنيا ليست دار جزاء وإنما هي دار كسب وعمل ، ولذا قد يجرم فيها المجرمون ويظلم الظالمون ، ولا ينالهم مروه ، وقد يحسن فيها المحسنون ويصلح المصلحون ولا ينالهم محبوب ، وفى هذا تسلية عظيمة وأخرى : العلم بأن الحياة الدنيا بكل ما فيها لا تعدو كونها متاع الغرور ، أي متاع زائل غار ببهرجه ، وجمال منظره ، ثم لا يلبث أن يذهب ويزول .

{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا } [النساء:78]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ بروج مشيدة } : حصون مشيدة بالشيد وهو الجص .

شرح الآيات :

{ أينما تكونوا يدركم الموت } إذ الموت طالبكم ولا بد أن يدرككم كما قال تعالى لأمثالهم { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } ولو دخلتم حصونا ما فيها كوة ولا نافذة . فإن الموت يدخلها عليهم ويقبض أرواحكم ولما ذكر تعالى جبنهم وخوفهم ذكر تعالى سوء فهمهم وفساد ذوقهم فقال : { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } يعني أنه إذا أصابهم خير من غنيمة أو خصب ورخاء { قالوا هذه من عند الله لا شكراً لله وإنما لا يريدوا أن ينسبوا إلى رسول الله شيئا من خير كان ببركته وحسن قيادته ، وإن تصبهم سيئة فقر أو مرض أو هزيمة يقولون هذه من عندك أي أنت السبب فيها . قال تعالى لرسوله قل لهم { كل من عند الله } الحسنة والسيئة هو الخالق والواضع السنن لوجودها وحصولها . ثم عابهم في نفسياتهم الهابطة فقال : { فمال لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا }.

{ فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الـْحُلْقُومَ*وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ*وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لا تُبْصِرُونَ* فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ*تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
[ الواقعة :83][الواقعة :84][ الواقعة :85 ][ الواقعة :86][ الواقعة :87 ] 
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :
{ فلولا } : أي فهلاّ وهي للحض على العمل والحث عليه .
{ إذا بلغت الحلقوم } : أي مجرى الطعام وذلك وقت النزع .
{ وأنتم تنظرون } : أي وأنتم أيها الممرضون والعواد تنظرون إليه .
{ ونحن أقرب إليه منكم } : أي ورسلنا ملك الموت وأعوانه أقرب إلى المتحضر منكم .
{ ولكن لا تبصرون } : أي الملائكة .
شرح الآيات :
بعد تقرير النبوة المحمدية وأن القرآن كلام الله وتنزيله عاد السياق الكريم إلى تقرير البعث والجزاء فقال تعالى { فلولا إذا بلغت } أي الروح { الحلقوم } وهو مجرى الطعام { وأنتم } في ذلك الوقت { تنظرون } مريضكم وهو يعانى من سكرات الموت ، ونحن أقرب إليه منكم أي رسلنا أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون إذ لا قدرة لكم على رؤية الملائكة ما لم يتشكلوا في صورة إنسان .

وقال الله تعالى: { قُلْ إِنَّ الـْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }[الجمعة : 8]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ تفرون منه } : أي لأنكم لا تتمنونه أباً وذلك عين الفرار منه .

{ فإنه ملاقيكم } : أي حيثما اتجهتم فإنه ملاقيكم وجهاً لوجه .

{ ثم تردون إلى عالم الغيب : أي إلى الله تعالى يوم القيامة . الشهادة }

شرح الآيات :

وقوله تعالى : { قل إن الموت الذي تفرون منه } أي قل لهم يا رسولنا إن الموت الذي تفرون منه ولا تتمنونه فراراً وخوفاً منه فإنه ملاقيكم لا محالة حيثما كنتم سوف يواجهكم وجهاً لوجه ثم تُردون إلى عالم الغيب والشهادة وهو الله تعالى الذي يعلم ما غاب في السماء والأرض ، ويعلم ما يسر عباده ، وما يعلنون وما يظهرون وما يخفون فينبئكم بما كنتم تعملون ويجزيكم الجزاء العادل إنه عليم حكيم .

قال تعالى: { كَلا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الـْمَسَاقُ } [القيامة : 26] [القيامة 27] [القيامة: 28] [القيامة: 29] [القيامة: 30]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ إذا بلغت } : أي النفس .

{ التراقي } : جمع ترقوة أي عظام الحلق .

{ وقيل من راق } : أي وقال من حوله من عواده أو ممرضيه هل هناك من يرقيه ليشقى؟

{ وظن أنه الفراق } : أي أيقن أنه الفراق للدنيا لبلوغ الروح الحلقوم .

{ والتفت الساق بالساق } : أي التقت إحدى ساقيه بالأخرى أو التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة وما فيها من أهوال .

{ إلى ربك يومئذ المساق } : أي إذا بلغت الروح الحلقوم تساق إلى ربها وخالقها لتلقى جزاءها .

شرح الآيات :

ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء فقوله تعالى { كلا } أي ليس الأمر كما تحسب أيها الإِنسان أن الله لا يجمع عظامك ولا يحييك ولا يجزيك انظر إليك وأنت على فراش الموت إلى أين يكون مساقك إذا بلغت روحك التراقي من عظام حلقك وقال عوادك وممرضوك هل من راق يرقيك أو طبيب يداويك وأيقنت أنه الفراق لدنياك وأهلك وذويك ، والتفت ساقك اليمنى باليسرى وشدة فراقك الدنيا بشدة إقبالك على الآخرة هنا انظر إلى أين يذهب بك أما جسمك فإِلى مقره في الأرض تواريك ، وأما روحك فإِلى ربك ليحكم فيك . وقد كذبت بآياته وكفرت بالآية .

وقال الله تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الـْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الـْمَوْتَ وَالـْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } [تبارك :1] [تبارك: 2]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ تبارك الذي بيده الملك } : أي تعاظم وكُثر خير الذي بيده الملك أجمع ملكاً وتصرفاً وتدبيراً .

{ وهو على كل شيء قدير } : أي وهو على إيجاد كل ممكن وإعدامه قدير .

{ الذي خلق الموت والحياة } : أي أوجد الموت والحياة فكل حيّ هو بالحياة التي خلق الله وكل ميت هو بالموت الذي خلق الله .

{ ليبلوكم أيكم أحسن عملا } : أي أحياكم ليختبركم أيكم يكون أحسن عملاً ثم يميتكم ويحييكم ليجزيكم .

{ وهو العزيز الغفور } : أي وهو العزيز الغالب على ما يريده الغفور العظيم المغفرة للتائبين .

شرح الآيات :

قوله { تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير } مجد الرب تعالى نفسه وعظمها وأثنى عليها بما هو أهله من الملك والسلطان والقدرة والعلم والحكمة فقال عز وجل تبارك أي تعاظم وكثر خير الذي بيده الملك الحقيقي يحكم ويتصرف ويدير بعلمه وحكمته لا شريك له في هذا الملك والتدبير والسلطان . { وهو على كل شيء قدير } فما أراد ممكنا إلا كان ، ولا أراد انعدام ممكن إلا انعدم . الذي خلق الموت والحياة لحكمة عالية لا باطلا ولا عبثاً كما يتصور الكافرون والملاحدة الدهريون بل { ليبلوكم أيكم أحسن عملاً } أي خلق الحياة بكل ما فيها ، ليذكر ويشكر من عباده فمن ذكر وشكر وأحسن ذلك ، أعد له جنات ينقله إليها بعد نهاية والعمل فيها ، ومن لم يذكر ولم يشكر من عباده فمن وشكر ولم يحسن ذلك بأن لم يخلص فيه لله ، ولم يؤده كما شرع الله أعد له ناراً ينقله إليها بعد نهاية الحياة الدنيا حياة العمل ، إذ هذه الحياة للعمل ، وحياة الآخرة للجزاء على العمل . وقوله تعالى { وهو العزيز الغفور } ثناء آخر أثنى به تعالى على نفسه فأعلم أنه العزيز الغالب الذي لا يُحال بينه وبين ما يريد الغفور العظيم المغفرة إذ يغفر الذنوب للتائب ولو كانت مثل الجبال وزبد البحر .

{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون}[السجدة:11]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ قل يتوفاكم ملك الموت } : أي يقبض أرواحكم ملك الموت المكلف بقبض الأرواح .

{ ثم إلى ربكم ترجعون } : أي بعد الموت ، وما دمتم لا تمنعون أنفسكم من الموت سوف لا تمنعونها من الحياة فرجوعكم حتمي لا محالة .

شرح الآيات :

وقوله تعالى { قل يتوفاكم } أي قل يا رسولنا لهؤلاء المنكرين للبعث ولقاء الرب تعالى : يتوفاكم عند نهاية آجالكم { ملك الموت } الذي وكله ربُّه يقبض أرواحكم ، { ثم إلى ربكم ترجعون } بعد ذلك وما دمتم لا تدفعون الموت عن أنفسكم فكيف تدفعون الحياة عندما يريدها الله منكم؟ وهل دفعتموها عندما كنتم عدماً فأوجدكم الله وأحياكم .

وقال سبحانه:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الـْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى الله مَوْلاَهُمُ الـْحَقِّ أَلاَ لَهُ الـْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الـْحَاسِبِينَ } [الأنعام : 61] [الأنعام :62]
عرض التفاصيل
معاني الكلمات : 

{ حفظة } : الكرام الكاتبين .

{ رسلنا } : ملك الموت وأعوانه .

شرح الآيات :

وفي الآية الثالثة يخبر تعالى عن نفسه أيضاً تقريراً لعظيم سلطانه الموجب وهو خير بالعبادة والرغبة الرهبة إذ قال مخبراً عن نفسه { وهو القاهر فوق عباده } ، ذو القهر التام والسلطان الكامل على الخلق أجمعين { ويرسل عليكم } أيها الناس { حفظة } بالليل والنهار يكتبون أعمالكم وتحفظ لكم لتجزوا بها { حتى إذا جاء أحدكم الموت } لانقضاء أجله { توفته رسلنا ملك الموت وأعوانه ، { وهم لا يفرطون } أي لا يضيعون ولا يقصرون وأخيراً يقول تعالى مخبراً بالأمر العظيم إنه الوقوف بين يدي الرب تعالى المولى الحق الذي يجب أن يعبد دون سواه ، وقد كفره أكثر الناس وعصوه ، وفسقوا عن أمره وتركوا طاعته وأدهى من ذلك عبدوا غيره من مخلوقاته فكيف يكون حسابهم والحكم عليهم؟ والله يقول : { ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } .

لقوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الـْخَوفْ وَالـْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الـْمُهْتَدُونَ } [البقرة : 155] [البقرة : 156] [البقرة : 157] 
عرض التفاصيل
معاني الكلمات :

{ الابتلاء } : الاختبار والامتحان لإِظهار ما عليه الممتحن من قوة أو ضعف .

{ الأموال } : جمع مال وقد يكون ناطقاً وهو المواشي ويكون صامتاً وهو النقدان وغيرهما { المصيبة } : ما يصيب العبد من ضرر في نفسه أو أهله أو ماله .

{ الصلوات } : جمع صلاة وهي من الله تعالى هنا المغفرة لعطف الرحمة عليها .

{ ورحمة } : الرحمة الإِنعام وهو جلب ما يسر ودفع ما يضر ، وأعظم ذلك دخول الجنة بعد النجاة من النار .

{ المهتدون } : إلى طريق السعادة والكمال بإيمانهم وابتلاء الله تعالى لهم وصبرهم على ذلك .

شرح الآيات :

وأما الآية الثالثة ( 155 ) فإنه يقسم تعالى لعباده المؤمنين على أنه يبتليهم بشيء من الخوف بواسطة أعدائه وأعدائهم وهم الكفار عندما يشنون الحروب عليهم وبالجوع لحصار العدو ولغيره من الأسباب ، وبنقص الأموال كموت الماشية للحرب والقحط ، وبالأنفس كموت الرجال ، وبفساد الثمار بالجوائح ، كل ذلك لإِظهار من يصبر على إيمانه وطاعة ربه بامتثال أمره واجتناب نهيه ومن لا يصبر فيحرم ولاية الله وأجره ، ثم أمر رسوله بأن يبشر الصابرين ، وبين في الآية الرابعة ( 156 ) حال الصابرين وهي أنهم إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله ، فله أن يصيبنا بما شاء لأنَّا ملكه وعبيده ، وإنا إليه راجعون بالموت فلا جزع إذاً ولكن تسليم لحكمه ورضاً بقضائه وقدره ، وفي الآية الخامسة ( 157 ) أخبر تعالى مبشراً أولئك الصابرين بمغفرة ذنوبهم وبرحمة من ربهم ، وإنهم المهتدون إلى سعادتهم وكمالهم .

قول الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله وَفَضْلٍ وَأَنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الـْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 169]  [آل عمران:170]  [آل عمران: 171] 
عرض التفاصيل
شرح الكلمات :

{ ولا تحسبن } : ولا تظنن .

{ قتلوا } : استشهدوا .

{ أحياء } : يُحسون ويتنعمون في نعيم الجنة بالطعام والشراب .

{ فرحين } : مسرورين .

{ لا خوف عليهم } : لما وجدوا من الأمن التام عن ربهم .

{ ولا هم يحزنون } : على ما خلفوا وراءهم في الدنيا لما نالهم من كرامة في الجنة .

{ يستبشرون } : يفرحون

{ وفضل } : وزيادة .

معنى الآيات :

ما زال السياق في الحديث عن غزوة أحد فقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : { ولا تحسبن } أي لا تظنن الذين استشهدوا من المؤمنين في أحد وغيرها أمواتاً لا يحسون ولا يتنعمون بطيب الرزق ولذيذ العيش بل هم أحياء عند ربهم يرزقون أرواحهم في حواصل طير خضر يأكلون من ثمار الجنة ويأوون إلى قناديل معلقة بالعرش . إنهم فرحون بما أكرمهم الله تعالى به ، ويستبشرون بإخوانهم المؤمنين الذين خلفوهم في الدنيا على الإِيمان والجهاد بأنهم إذا لحقوا بهم لم يخافوا ولم يحزنوا لأجل ما يصيرون إليه من نعيم الجنة توكرامة الله تعالى لهم فيها . إن الشهداء جميعا مستبشرون فرحون بما ينعم الله عليهم ويزيدهم وبأنه تعالى لا يضيع أجر المؤمنين شهداء وغير شهداء بل يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله .